اجتمعت نقابة الأطباء بالمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمّد كركي، لإعلامه بعدم قدرة الأطباء على الاستمرار بالعمل بالتعرفة الهزيلة والتشديد على ضرورة معالجتها للحدّ من هجرتهم، وتوفير الضمان الصحي مدى الحياة، وصولاً إلى دفع مستحقاتهم خلال فترة زمنية قصيرة.
بعدها صدرت أخبار عن “نقابة الأطباء في طرابلس” تشير إلى اعتماد تعرفات جديدة للمعاينات والأعمال الطبيّة، فحذّر كركي “أي جهة لا تلتزم التعرفات المعتمدة من قبل الصندوق بفسخ العقد المبرم معها بصورة فوريّة من دون إنذار مسبق” داعياً “المضمونين الى مقاطعة الأطبّاء والمستشفيات التي تطالب بما هو مغاير للتعرفات الرسمية”.
وبناءً عليه علّق نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف عبر “المركزية” موضحاً “أتفهّم وأؤيّد قرار النقابة في الشمال برفع التعرفة والذي أثار امتعاض الضمان. لكن، أغلب الأطباء يعملون مجّاناً وشبه مجّاناً ويتقاضون تعرفة ما دون الرسمية، ونقدّم ذاتنا في معركتنا ضدّ كورونا” إذ توفّي 43 طبيبا. وحتّى لو رفعت التسعيرة نحرص على أن تكون منطقية وتأخذ في عين الاعتبار الوضع الاجتماعي-الإنساني”، رافضاً “كلام كركي شكلاً ومضموناً. فالأمور لا تحلّ بالتهديد والوعيد ولا الأسلوب الذي ينتهجه الضمان في الكلام، بل بالحلول العملية والمنطقية والعادلة، إذ من غير الممكن أن ترفع كلّ القطاعات أسعارها، وبالتوازي الطلب من القطاع الطبي الاستشفائي البقاء مكانه في حين لم يرفع أسعاره الرسمية (ضمان، تعاونية، جيش..) منذ 20 و30 سنة. المطلوب أن يتناقش الطرفان، وتدفع لنا تسعيرة عادلة لا أن تؤكل حقوقنا وفوق ذلك يتم تهديدنا. الأطباء يهاجرون وبدل العمل على منع ذلك يعتمدون أسلوب التهديد”، سائلاً “كيف يمكن للأطباء تأمين معيشتهم؟ هل المطلوب مغادرتهم البلد على غرار ما يحصل؟”، مؤكّداً أن “إذا كانوا يبغون الذهاب إلى المواجهة فنحن على أتمّ الاستعداد لذلك”.
“كورونا”… على الخطّ الصحي، وعشية الأعياد المسيحية بالتوازي مع الإفطارات الرمضانية، كيف يقيمّ النقيب الوضع الصحي؟ في ما خصّ الإصابات، اعتبر أبو شرف أن “عددها تراجع من دون شكّ لكن بحذر، والوضع مستقرّ راهناً. لكن، نتخوّف من إعادة ارتفاعها بعد عشرة أيام تقريباً من الأعياد، لأن العديد من المناطق لا تلتزم بالإرشادات الوقائية”، مضيفاً “إجراءات الإقفال خلال الأعياد لها قيمة إلى حدٍّ ما وتبقى أفضل من أن تكون كلّ القطاعات مفتوحة، وعلينا انتظار تداعيات ما بعد الأعياد، إلا أنها لن تكون سيئة على غرار ما حصل بعد رأس السّنة”.
أما بالنسبة إلى عملية التلقيح، فأشار إلى “أنها تسير ببطئ شديد. وأحد الأسباب عدم وصول اللقاحات بالأعداد الكافية، بالتوازي لا أعرف مدى تشجيع القطاع الخاص للدخول على الخطّ، ومدى التسهيلات المقدّمة في السياق اكانت داخلية أو خارجية. حصلنا على وعود بأن تصل كميّات كبيرة من اللقاحات خلال شهري أيار وحزيران”، مردفاً “أغلبية الفئة العمرية الهرمة تلقت اللقاح وهي الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة عند الإصابة بالفيروس، لكن قسما من القطاع الصحي لم يتلقّح بعد. ونسبة الملقحين لم تصل بعد إلى 8%، هذا عدد قليل جدّاً، في المقابل نسبة الذي أصيبوا بالوباء حوالي 40%، والمناعة المجتمعية التي نسعى للوصول إليها لا تزال بعيدة والمفترض أن تتخطّى نسبتها الـ 85%، على أمل أن نصل إليها قبل نهاية السنة”، لافتاً إلى “أننا على أبواب فصل الصيف، مما سيخفف من أعداد الإصابات نظراً إلى التهوئة واللقاءات في المساحات المفتوحة، لكن هذا لا يعني التفلت من الإجراءات الوقائية”.
وعن لقاح “أسترازينيكا” وملابساته أوضح أبو شرف أن “الحذر يسيطر على المواطنين لجهة تلقّيه، نتيجة ما تمّ تداوله إعلامياً عن مضاعفات ممكنة يتسبب بها، لكن الأكيد أنها لم تدخل في الدراسات العلمية، ونسبة المضاعفات قليلة جدّاً، مقارنةً مع إيجابيات اللقاح. في الإجمال 30% من الذين يفترض أن يكونوا تلقّوا اللقاح رفضوه”.