يجمع العارفون بالمشكلات اللبنانية والمتابعون لمسار التطورات الاقليمية والدولية على أن المشكلات التي شهدها لبنان منذ نشأته حتى اليوم لم تكن تقتصر على حدوده أنما غالبا ما كانت تتعداها الى الخارج، بحيث كانت ساحته تشكل انعكاسا لما تعيشه المنطقة من أزمات بدءا من القضية الفلسطينية وصولا الى الاحداث السورية، قضيتان دفعتا بالملايين من اللاجئين والنازحين الى أرضه ، الامر الذي ساهم على مر الايام والسنوات في تفاقم مشكلاته السياسية والمالية وأدى الى ما يتخبط فيه من اعباء وعثرات بات عاجزا وحده عن ايجاد الحلول لها كما في كل مرة، ما أدى الى عقد اكثر من مؤتمر واتفاق لمساعدته في الخروج من ازماته أمثال جنيف والطائف والدوحة وسواها .
من هنا، تقول اوساط دبلوماسية ان ملف لبنان راهنا ليس أولوية على طاولة القرار في العواصم الكبرى بدءا من واشنطن مرورا بموسكو وصولا الى باريس التي وأن كانت تبدي بعض الاهتمام بما يشهده لبنان لاعتبارات تاريخية وعاطفية ترجمها الرئيس ايمانويل ماكرون بالدعوة الى تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ الاصلاح لمد يد المساعدة له، الا انه ليس في رأس قائمة اولوياتها خصوصا بعد فترة وجيزة حينما سيدخل ماكرون مدار الانتخابات الرئاسية .
وفي السياق تقول اوساط عربية مطلعة لـ” المركزية” أن الحلول لما تعانيه دول المنطقة من ازمات لا بدّ ان تبدأ من اليمن حيث يتم الاتفاق على وقف العمليات العسكرية والبدء في المفاوضات السياسية على ان يلي ذلك ايجاد حل للمشكلة العراقية حيث بدأت القوات الاميركية الانسحاب من بغداد وجوارها من المناطق وذلك قبيل الاتفاق أيضا على وقف العمليات العسكرية في سوريا كما هو الاتجاه حاليا.
كل ذلك يتقدم وفق الاوساط على المباشرة بحل الازمة اللبنانية. والدليل ربط العالم والامم المتحدة عودة النازحين السوريين من لبنان الى بلادهم بالحل في وطنهم اولا، على رغم أن العلاقات بين الجانبين الروسي والنطام في دمشق ليست على ما يرام اثر اتهام موسكو الرئيس بشار الاسد بعرقلة اجتماعات لجنة الدستور المنعقدة في جنيف مع الاطراف المعارضة للنظام لايجاد دستور جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية والرئاسية .في حين أن الاسد يطالب بعقد صفقة مسبقة معه تضمن عودته الى الرئاسة.