جاء في نداء الوطن:
تنطلق في الناقورة الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية مسهلة يمثلها رئيس الوفد الأميركي الوسيط السفير جون دوروشيه، وتتجه الانظار الى الدينامية التي ستتحكم بمسار ومصير هذه الجولة بما يؤسس لما ستكون عليه الجولات اللاحقة من فعالية وطروحات قابلة للتطبيق.
واستباقاً لجولة التفاوض رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً في قصر بعبدا، في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون، لأعضاء الفريق اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وضم الوفد رئيسه العميد الركن الطيّار بسام ياسين، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، والخبير نجيب مسيحي وعضو هيئة ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط. كما شارك في الاجتماع المستشار العسكري والامني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر. وتم خلال الاجتماع عرض التطورات التي حصلت منذ توقف الاجتماعات في كانون الاول الماضي، والمستجدات حول الاتصالات التي اجريت لاستئنافها. وقد زوّد عون أعضاء الوفد المفاوض بتوجيهاته، مشدداً على أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والانظمة الدولية، وكذلك على حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة. ولفت عون الى ان تجاوب لبنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة الاميركية واستضافة الامم المتحدة، يعكس رغبته في ان تسفر عن نتائج ايجابية من شأنها الاستمرار في حفظ الاستقرار والامان في المنطقة الجنوبية.
واكد مصدر متابع لـ”نداء الوطن” ان “الوفد اللبناني يعود الى المفاوضات من النقطة التي انتهت اليها الجولة الرابعة في كانون الاول الماضي، اي سيناقش وفق الخط (29) مع جهوزية للنقاش بكل الخطوط، وحتى موضوع الاستعانة بخبراء دوليين فلا مشكلة لدى الوفد اللبناني بالامر انما على العكس، فهو اذ يفاوض الاسرائيلي المتعنت في اجندته سيسهل عليه مفاوضات الخبراء الدوليين خاصة وانه يمتلك كل الحجج والاثباتات التي تؤكد وجهة نظره”.
واضاف المصدر “ان ركيزة التفاوض هي تثبيت حق لبنان في ثروته النفطية والغازية، فكما اسرائيل ترفض رفضاً قاطعاً اي حصة للبنان في حقل كاريش، فان لبنان ايضاً يرفض اي حصة اسرائيلية في البلوك رقم (9) او ما اصطلح على تسميته بحقل قانا، وبالتالي فان طرح الخطوط المتقابلة سيؤدي للوصول الى خط وسط قاعدته حفظ حق لبنان في كامل ثروته، وهذا الامر اكثر من ممكن، ولهذا السبب تريث لبنان في اتخاذ خطوات تصعيدية مثل توقيع تعديل المرسوم 6433 وارسال رسالة الى الامم المتحدة، وتجاوب مع المسعى الاميركي الذي حمله مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل، من خلال اعطائه ورقة عدم التوقيع مقابل العودة الى التفاوض بلا شروط وهذا ما سهّل على الوسيط الاميركي اقناع اسرائيل بالعودة الى المفاوضات”.
واشار المصدر “الى ان مجرد قبول العودة الى التفاوض من النقطة التي انتهت اليها في الجولة الرابعة، يعني تطوراً ايجابياً ورغبة في الوصول الى حل، وايضاً، لا بد من انتظار ما يخفيه الوسيط الاميركي من طروحات سيضعها على الطاولة عند الضرورة، مع وجود توجه بأن تكون جولات التفاوض متلاحقة وبلا فواصل زمنية متباعدة، بهدف تسريع الوصول الى حل”.