كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
في الوقت الذي نستخدم فيه هواتفنا للتصوير، يعمل القراصنة على طرق لاختراق الكاميرات وجعلها تعمل من دون معرفة المستخدم، وتسجيل الفيديوهات بالصوت والصورة لابتزازه لاحقاً.
تحتوي الهواتف الذكية الحديثة على كاميرات بوظائف متقدمة تُتيح للمستخدمين الاستفادة منها بطرق مختلفة. ولكن يبقى السؤال بشأن ما إذا كانت هذه الكاميرات آمنة بما يكفي من ناحية التصميم، وماذا لو أنها بدأت في مراقبة المستخدمين أنفسهم في حال اختراقها؟
ثغرات أمنية
كانت عمليات تحليل سابقة قد أجرتها جهات أمنية عديدة أظهرت أن الكاميرات الذكية عادة ما تحوي ثغرات أمنية عند مستويات مختلفة جعلتها عرضة لهجمات خطرة يمكن شنّها عن بعد. وبذلك يمكن لمجرمي الإنترنت تنفيذ الهجمات إذا ما استطاعوا استغلال تلك الثغرات، والوصول إلى البث المرئي والمسموع الوارد من أية كاميرا وتسجيله وإرساله عبر الإنترنت للمخترق، واستخدام كل ذلك كقاعدة انطلاق لابتزاز المستخدم. كذلك، يمكن من خلال اختراق الكاميرات في الهواتف المتابعة إلى نظام الهاتف وسرقة معلومات شخصية للمستخدمين، مثل المعلومات الخاصة بالدخول إلى حسابات التواصل الاجتماعي التي يمكن استخدامها لإرسال إشعارات للمستخدمين.
عدم الاستهتار
على الرغم من إجراء إصلاحات لبعض الثغرات من قبل الشركات المصنعة للهواتف، ما زال العمل جارياً على ابتكار طرق لمعاودة اختراق الكاميرات. وما يسهل ذلك، هو اتصال الكاميرات مع الخدمات السحابية غير الآمنة واتصال الهاتف بشبكات واي فاي مفتوحة عرضة للتدخل الخارجي. وتتعزّز احتمالات الاختراق بسبب الاعتقاد الخاطئ لدى كل من المستخدمين والشركات المنتجة للأجهزة بأن معظم المشاكل الأمنية سوف تحل حينما تظهر، أو على الأقل سوف تقل حدتها بشكل ملحوظ عند إصدار تحديثات لسد الثغرات. ومن أجل الحفاظ على الأمن الإلكتروني، من المهم تغيير كلمة المرور الأساسية للهاتف من وقت لآخر، واستخدام كلمة معقدة. كذلك يجب الانتباه للمشاكل الأمنية في أجهزة الراوتر المنزلية، وأيضاً تعزيزها بكلمات مرور قوية وعدم إعطائها لأيّ كان. وحَث الخبراء المستخدمون على تعزيز الأمن الإلكتروني والتشدد على أهمية ضمان التقييم المناسب لمخاطر التهديدات، وأهمية تطوير بيئة تقوم على مبدأ الأمن الرقمي، وعدم الاستهتار أبداً بما يمكن أن يقوم به قراصنة الإنترنت، حتى لو كان المستخدم يعتبر نفسه خارج دائرة الخطر.