Site icon IMLebanon

هل أنسانا لقاح كورونا أهمية التحصين؟

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”: 

في كل عام، تسلّط منظمة الصحة العالمية الضوء على أهمية التحصين في مجال الصحة العامة، وذلك عبر أسبوع التحصين أو التمنيع – العالمي، الذي يمتد من 24 نيسان حتى 30 من الشهر نفسه. هذا العام، وتحت شعار «اللقاحات تقرّبنا من بعضنا البعض»، سرق لقاح وحيد انتباه العالم أجمع، هو لقاح فيروس كورونا المستجد. ولكن هل أنسانا لقاح كوفيد-19 أهمية اللقاحات الأخرى؟

في حديث لـ»الجمهورية» نوّهت د. ريما خنكرلي، طبيبة أطفال وأمراض جرثومية، وأخصائية أمراض جرثومية في مستشفى المقاصد، ومستشفى الزهراء ومستشفى بيروت الحكومي، بأهمية الرسالة وراء أسبوع التحصين العالمي، وهو التوعية حول أهمية تلقي اللقاحات، وكيفية زيادة نسبة التحصين بين السكان، لا سيما لدى الأطفال، بهدف حمايتهم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات.

وعن شعار العام، أوضحت د. خنكرلي: «نحن نشجّع على التحصين، بهدف حماية صحة أطفالنا أولاً، ومحيطهم ثانياً، والمجتمع ككل ثالثاً، وذلك لتمكين الجميع من ممارسة نشاطاتهم المعتادة – الحضانة، والمدرسة، والعمل وغيرها – بشكل طبيعي، من دون تأثر الصحة أو عمل الأهل أو الدراسة، ومن دون تعريض الآخرين، من أطفال وغيرهم، للأمراض الممكن الوقاية منها».

لمن التلقيح؟

– الأطفال بين الـ 0 والـ18 عاماً تقريباً.

– في حال حصول تأخر أو نقص في اللقاحات، يجب إعطاء الفرد لقاحات تُعرَف بالـ catch up vaccination.

– الكبار في السن، لا سيما لمن يعاني مشاكل في المناعة أو من أمراض مزمنة… كما يمكن تذكير جهاز المناعة بلقاحات الجرثومة الرئوية والسعال الديكي وغيرها، إذ مع تقدّم العمر، قد ينسى جهاز المناعة ما تعلّمه في مجال محاربة الأمراض والفيروسات والجراثيم.

– الشباب والبالغين، بحسب طبيعة عملهم أو دراستهم – أي بحسب واقع تعرضهم لعوامل معينة – ومكان إقامتهم، وعاداتهم الغذائية، وإن كانوا يعانون أمراضاً مزمنة.

– المرأة الحامل: لقاحات ضد التهاب الحنْجرة والرُّغامَى والقَصَبات، والسعال الديكي، والأنفلونزا، والكزاز، وغيرها لحماية الجنين.

تحصين الأطفال

من أبرز لقاحات الأطفال التي شددت على أهميتها د. ريما، لقاحات مرض الحصبة، والجدري، و»أبو كعب»… وهي أمراض معدية للغاية بين الأطفال، قائلة: «نحن نقدّم للطفل الحماية الممكنة من خلال اللقاحات كي يستمر في ممارسة حياته الطبيعية». وأضافت: «شعار العام يعني، بعيداً عن كوفيد-19، أنّ التحصين يمنع كسر الحلقة المحيطة بالأطفال خاصة بسبب الأمراض لا سيما المعدية منها».

هل أثّر لقاح كوفيد-19 سلباً في مستوى التحصين في لبنان؟

– «نظراً إلى أنّ لقاحات كوفيد-19 جديدة، وأنّ عوارض الإصابة بالفيروس أشد على الكبار في السن خاصة، فهي تُعطى إجمالاً للبالغين والكبار في السن، ومن يعاني أمراضاً مزمنة. إذاً، ليس من المفترض أن يتأثر تحصين الأطفال بموجة لقاحات كوفيد-19».

مستوى وعي المجتمع اللبناني «لا بأس به»

وتقول د. ريما إنّ «نسبة الوعي حول أهمية اللقاحات لا بأس بها في لبنان، مع الأخذ بالاعتبار أنّ إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية ونسبة الوعي تختلف بين منطقة وأخرى». وتتابع قائلةً إنّ «الرقابة على الملف الطبي لكل شخص لدى استقباله في مؤسسات مثل الحضانة والمدرسة، يعزّز الوعي ونسبة التحصين، لا سيما بين الأطفال، وذلك إلى جانب دور حملات التوعية والأطباء في التشجيع على التلقيح».

هل من قرابة بين لقاح كورونا ولقاح الأنفلونزا؟

– «لقاح الأنفلونزا لا يحمي من كوفيد-19، والعكس صحيح. هما لقاحان مختلفان، لفيروسَين يسببان مشاكل رئوية، ولكن بشكل مختلف. في الواقع، شهدنا هذا العام إقبالاً أكبر على لقاح الأنفلونزا، خوفاً من تراكم المضاعفات في حال إصابة الفرد بالفيروسَين، ما أتى بنتائج إيجابية من حيث التحصين ضد الإنفلونزا». ويشجّع الأخصائيون الطبيون بالطبع على تلقي اللقاحين، لقاح الأنفلونزا في كل عام، ولقاح كورونا عند توفره وبحسب التوجيهات الرسمية الدولية الطبية».

ماذا عن لقاح التهاب السحايا؟

«ينصح بإعطاء اللقاح المضاد لالتهاب السحايا للمسافرين الحجاج، نظراً للاختلاط الشديد بينهم كما لسكان مناطق معينة». وعن تطور اللقاح، تقول د. ريما: «ما زال لقاح التهاب السحايا إلى حدٍّ ما جديداً، ولكن سبق أن رفع العلماء فعاليته ومدة حمياته من الالتهاب. كما ارتفع وعي الناس حول هذا اللقاح وتقبُّل المجتمع له، علماً أنّ التهاب السحايا قد يسبب أمراضاً في الدماغ، ما قد يؤثر على نمو الأطفال العصبي. ونحن، كأطباء وعاملين في مجال الصحة، لا سيما مع الأطفال، أصبحنا نشدد أكثر على التوعية حول هذا اللقاح. ولا شك أنّ حملات التوعية على المستوى الدولي والمحلي أساسية في تعزيز الوعي».

أهم التحديات التي تواجه التحصين

وختمت د. ريما حديثها بأنّ أبرز التحديات التي تواجه التحصين في لبنان هي التحديات الاقتصادية: «لا تغطي وزارة الصحة تكاليف كل اللقاحات. على سبيل المثال، لقاحات التهاب السحايا، والتيفوئيد، والكَلَب، والالتهاب الجدري… كلها غير مشمولة في التغطية الصحية. وإنّ كلفة اللقاحات مرتفعة، ما يجعل الكثيرين غير قادرين على تحمّل كلفة تحصين كامل لأولادهم».