Site icon IMLebanon

صبر باريس نفد… توسيع العقوبات وصفة لودريان

كتبت العرب اللندنية:

حمل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين الخميس، مفادها أن صبر باريس نفد في ظل تعثر محادثات تشكيل الحكومة، وأنها ستضطر إلى توسيع مروحة العقوبات التي سبق وأن أعلنت عن حزمة منها قبل أيام.

وتسعى فرنسا، التي تقود جهود حل الأزمة في لبنان، إلى زيادة الضغط على السياسيين المتنازعين في لبنان بعد محاولات فاشلة لدفعهم إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وبدء إصلاحات ضرورية لتمهيد الطريق أمام تدفق المساعدات الأجنبية.

وكانت باريس أعلنت الشهر الماضي عن اتخاذ إجراءات لتقييد دخول المسؤولين اللبنانيين المتسببين في عرقلة جهود حل الأزمة غير المسبوقة إلى أراضيها. وأفضت هذه الأزمة إلى انهيار العملة وشلت القطاع المصرفي وزادت من حدة الفقر.

والتقى لودريان مساء الخميس برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وقبلها زار الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري. كما اجتمع الوزير الفرنسي بقيادات حزبية ونشطاء من المجتمع المدني في قصر الصنوبر، لوضعهم في صورة التطورات، وسط عدم استبعاد أن تقوم باريس بدعم خيار انتخابات نيابية مبكرة في حال استمر الاستعصاء.

لم يصدر إعلان رسمي عن الخطوات التي اتخذتها باريس أو المستهدفين. والأثر المحتمل لهذه الخطوات غير واضح لأن بعض الساسة اللبنانيين يحملون جنسيتين

وكان أثير لغط كبير حول برنامج زيارة لودريان وسط تضارب الأنباء حول لقائه مع الحريري، لاسيما في ظل حديث عن امتعاض فرنسي من طريقة إدارة الأخير للأزمة الحكومية، وقد سعت بعض الأطراف إلى العزف على أوتاره.

وقال دبلوماسيان إن لودريان أراد توجيه رسالة واضحة بأن باريس تدعم الشعب اللبناني، لكنها ضاقت ذرعا بالنخبة السياسية التي تقاعست عن الالتزام بتعهداتها.

وصرّح مصدر سياسي لبناني كبير بأن لودريان “جاء إلى بيروت حاملا رسالة شديدة اللهجة للمسؤولين اللبنانيين وليخبرهم أن ‘لبنان يغرق وأنتم من تغرقونه أكثر.. وإذا لم تساعدوا أنفسكم فلا أحد يستطيع مساعدتكم”.

وكان مقررا أن تركز زيارة لودريان القصيرة على زيارة مدارس ومرفأ بيروت الذي دمره انفجار ضخم في آب الماضي مع مساحات واسعة من العاصمة. وتولت الحكومة السابقة تصريف الأعمال منذ استقالتها بعد الانفجار الذي أودى بحياة 200 شخص.

ولمح لودريان قبل أن يتوجه إلى بيروت إلى توجه لاتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق من يعرقلون التقدم في مسار تشكيل الحكومة. وقال على تويتر “إنها مجرد البداية”، في إشارة إلى العقوبات التي سبق الكشف عنها.

ولم يصدر إعلان رسمي عن الخطوات التي اتخذتها باريس أو المستهدفين. والأثر المحتمل لهذه الخطوات غير واضح لأن بعض الساسة اللبنانيين يحملون جنسيتين.

واستبعد الدبلوماسيان أن يلتقي لودريان مع جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر وصهر عون، والذي تعرض لعقوبات أميركية العام الماضي بسبب مزاعم فساد وصلاته بحزب الله، ويعتقد أنه أحد المشمولين بالعقوبات الفرنسية الأخيرة.