Site icon IMLebanon

الوزير السابق إبراهيم شمس الدين : لا يصلح وضع بالأدوات التي أفسدته

 

رأى الوزير السابق لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين، أن الوضع في لبنان شديد السوء، ولا أحد مهتم بتطبيق الدستور وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة والشخصية، فالوضع الفضائحي أصبح شديد العلانية، وقد ثبت عجز الجميع وعدم قدرتهم على ان يكونوا رجال دولة حقيقيين، واصفا بالتالي لبنان بـ «المنهبة الكبرى»، حيث القاعدة الأساسية انه لا يمكن معالجة الوضع بالأدوات التي أفسدته، مؤكدا بالتالي وسط مأساوية المشهدية الراهنة، أن البديهيات المطلوبة، هي قطعا ويقينا تشكيل حكومة من وزراء مستقلين عن الزعامات والأحزاب والطغمة الحاكمة.

وعما إذا كان سيسمح للحكومة المستقلة ان تعمل على إنقاذ لبنان، أكد شمس الدين في تصريح لـ «الأنباء»، أن تجربته في العمل الحكومي، أكدت دون أدنى شك، ان الحكومة في لبنان ليست في مجلس الوزراء، لأن كل وزير يعمل منفردا في جزيرة تابعة للجهة السياسية التي سمته، والمطلوب بالتالي لإنقاذ الوضع، فريق حكومي صالح، من وزراء صالحين مستقلين عن الحزبيات والزعامات، ويتصرفون كرجال دولة، لا أن يكون مجلس الوزراء مجلس مندوبين حزبيين، مشيرا من جهة ثانية، إلى ان المبادرة الفرنسية أفرغت من مضمونها وانتهت، وما نشهده اليوم من حراك ديبلوماسي فرنسي على خط الأزمة، مجرد استمرار للياقات والأدبيات الفرنسية ليس إلا.

وردا على سؤال، لفت شمس الدين إلى ان مقولة «الرئيس القوي»، مدعاة وأطروحة غير صحيحة قوامها أوهام اللغة، مؤكدا ان قوة الرئيس بحماية الدستور وتطبيقه، فعندما نسمع الرئيس يقول: «لم أمكن ولم يسمح لي»، فهو يثبت أمرين، عدم وجود عنصر القوة، وعدم صحة وجود قاعدة للعمل والإنجاز، لأنه عندما يتمسك رئيس الدولة بالدستور، الآخرون ينكشفون قولا وفعلا وعملا، لكن عندما يساوم على مادة، يكون قد تساوى مع الآخرين وفقا لمقولة أحد الرؤساء الـ 3 «عالسكين يا بطيخ»، علما ان البطيخ قد أتلف، وودائع الناس نهبت، والبلد انهار على كل المستويات، ولم يبق سوى السكاكين، مكررا: «لا يصلح وضع بالأدوات التي أفسدته».

وعن قراءته لقرار المملكة العربية السعودية، بوقف استيراد المنتجات اللبنانية من فاكهة وخضار ومصنعات غذائية، ختم شمس الدين مشيرا، الى ان المملكة أوذيت انطلاقا من لبنان، ومن حقها بالتالي ان تغضب، وأن تتصرف بحسم وحزم، بناء على حقها في حفظ أمنها وحماية أرضها وشعبها من كل سوء، مشيرا الى ان محيط لبنان العربي شديد الأهمية، وعلى المسؤولين في لبنان إبقاء العلاقات مع هذا المحيط، شديدة الصفاء والتواصل، لاسيما مع المملكة السعودية والكويت خصوصا، ودول الخليج العربي عموما، التي أخذت على عاتقها وبغير حساب وطلب ومقابل، التصدي لكل ما يهدد المجتمعات العربية، وذلك انطلاقا من مبادئها القائمة على الاخوة والمحبة والعطاء دون حساب.