اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شينكر أن “هناك نوعًا من التماسك بين سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن تجاه لبنان. ليس هناك حتى الأن دعم لأي برنامج لصندوق النقد الدولي في لبنان من دون إصلاحات”.
وأضاف، في حديث لـ”الحرة”: “الولايات المتحدة تريد حكومة لبنانية قادرة على القيام بإصلاحات، وربما حكومة مكونة من التكنوقراط. ونحن نعرف أن من يقود البلاد هو “حزب الله” رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل. فالسياسة الأميركية متماسكة كذلك فيما يتعلّق بالحدود البحرية”.
وتابع: “إن وزارة الخارجية الأميركية تعتبر موقف لبنان المتشدد في ملف ترسيم الحدود لا يتعلّق بحقوق لبنان بل بسياسة لا تريد أن تتوصل إلى حل توافقي. لبنان لا يتفاوض مع إسرائيل كما يتواصل مع سوريا لترسيم حدوده”.
واعتبر أن “هناك اختلافًا بين إدارتي ترامب وبايدن من ناحية المحور، فالمحور الأساسي لإدارة ترامب للتعاطي مع الملف اللبناني وملفات إقليمية أخرى في المنطقة كان من خلال سياسة الضغط القصوى على إيران، ولبنان والعراق وسوريا وغيرها كان ينظر إليها كملفات من خلال هذا المحور”.
وقال: “لا نرى ذلك في في إدارة بايدن لأن لديها قناعة أن سياسة ترامب بالنسبة لغيران قد فشلت في احتواء البرنامج النووي أو من ناحية تقليص التوسع الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. ولذلك نرى تماسكًا في السياسة من ناحية ولكن هناك اختلاف في التعاطي مع الملف اللبناني من ناحية أخرى. كما أن الشرق الأوسط ككل عدا الملف الإيراني ليس لديه أولوية كبرى لدى غدارة بايدن وخاصة ملف لبنان”.
وأشار شينكر إلى ان “الموقف الذي قدمه لبنان في مفاوضات الترسيم لم يأتِ بحل. إسرائيل تستخرج الغاز وغبر مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان. الدولة اللبنانية تعتبر أنه لديها كل الوقت، وأمين عام “حزب الله” قال المقاومة في وضع ممتاز”، متابعًا: “لا أحد يهتم بلبنان خاصة الحزب. ولكن في هذا الوقت سوريا تنتهك سيادة لبنان في الشمال وتبرم اتفاقات مع شركات روسية للتنقيب واستخراج الغاز في المياه التابعة للبنان وهو لا يهتم بانتهاك سيادته من قبل سوريا.
وأردف: “أعتقد أن مفاوضات الترسيم سخيفة ولن تنجح ومأسوف عليها. “حزب الله” لا يريد حلًا في الحدود البحرية أو البرية اللبنانية. الإيرانيون يعملون في إطار حملة ضغط أقصى، يقتلون المعارضين مثل لقمان سليم ويدعمون الحوثيين ضد السعودية والحشد الشعبي يهاجم الولايات المتحدة ويريدوا اتفاقًا نوويًا أفضل”.
وختم: “الواقع المؤسف هو أن “حزب الله” يهتم بالزبداني والطريق إلى القدس لاستمرارية “المقاومة”، ولا يكترث للشعب اللبناني وذلك يضر بمصلحة وآمال الشعب اللبناني”.