IMLebanon

اسرئيل تُفعّل ضغوطها للتخلّص من “الحزب”!

لن توافق اسرائيل على اي تسوية اقليمية لا تشمل تقليم اظافر حزب الله، ولن تهدأ لا عسكريا ولا دبلوماسيا او سياسيا حتى تطمئن الى ان التهديد الذي يمثله الحزب لها، سيزول او سيتم تقليص حجمه الى اقصى الحدود… في الساعات الماضية، بدأ الجيش الإسرائيلي المناورة الأكبر في تاريخه وإستعداداً لها رفع حزب الله جهوزيته بشكل جوهري، بحسب موقع القناة السابعة الاسرائيلية. ولفتت “القناة 13” إلى أن “المناورة ستحاكي حربا شاملة ضد “حزب الله” وحركة “حماس”، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية”، مشيرةً إلى أن “هذه المناورة مخطط لها مسبقا، وستستمر لمدة شهر واحد”. وخلال المناورة، ستحاكي القوات الاسرائيلية “شهر حرب” للمرة الأولى منذ تأسيس الجيش الإسرائيلي بهدف تعزيز جهوزية وكفاءة هذا الجيش للحرب. وستشارك في المناورة قوات الجيش الإسرائيلي في الخدمة النظامية والاحتياط من كل القيادات والأسلحة، إضافة لذلك، سيشارك المستوى السياسي، وزارة الأمن، سلطة الطوارئ القومية، وزارة الخارجية وأجهزة أمنية إضافية. وتحاكي المناورة التدرب على توغل واسع ومتزامن في عمق منطقة العدو الذي يرتكز على قدرات أركانية ونشاطات قوات خاصة.

هذا في العسكر والميدان. اما في سياق تأليب الرأي العام العالمي ضد الحزب- وهو ايضا من وسائل ضغط تل ابيب على العواصم الكبرى لحثها على “خنقه”، وقد زار وفد امني اسرائيلي واشنطن لهذه الغاية منذ اسابيع- فقد كشف مركز دراسات إسرائيلي في تقريره المنشور حديثا عن خرائط قيل إنها تحدد بشكل تفصيلي انتشار الصواريخ التابعة لـ”حزب الله” في مناطق لبنانية مختلفة. وعرض موقع مركز الدراسات الإسرائيلي “ألما” في تقريره العسكري خريطة تكشف ستة مواقع عسكرية جديدة يستخدمها الحزب جنوبي لبنان.

وأشار المركز الى الأهمية العسكرية للمواقع ونطاق القوة النارية التي يمتلكها الحزب، مضيفا إنها “تضاهي لا بل تتجاوز معظم جيوش حلف الناتو”. كما أظهرت الخريطة خطين أساسيين للدفاع أنشأهما الحزب بهدف إعاقة أي مناورة برية مستقبلية للجيش الإسرائيلي في لبنان. وبحسب التقرير، يبدأ الخط الأول عند الحدود الإسرائيلية ويمتد شمالاً حتى نهر الليطاني، ويحتوي على عدد كبير من صواريخ “غراد” و”فجر” بمدى 75 كيلومتراً، ما يضع مستوطنات شمال إسرائيل في دائرة الاستهداف. أما خط الدفاع الثاني فيبدأ عند نهر الليطاني ويمتد شمالاً حتى نهر الزهراني. ولا يقتصر تقرير “ألما” على تسليط الضوء على ترسانة “حزب الله” في بيروت والجنوب، بل يشمل سهل البقاع شرقي لبنان، كخلفية لوجستية وعملياتية للحزب، فضلا عن استضافته مصانع الأسلحة التي يبدو أنها تصنع مكونات للصواريخ الموجهة بدقة (…)

مسار ضغوط الكيان العبري عبر شتى الطرق “للتخلّص” من حزب الله، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سيستمر وسيشهد تزخيما وتفعيلا في الفترة المقبلة، بالتزامن مع طبخ اللاعبين الكبار التسوية الكبرى للمنطقة، عبر مفاوضات فيينا النووية وعبر الحوار الايراني – السعودي الطري العود.

فتل ابيب لن ترضى ان يبقى الحزب “جاثما” على حدودها الشمالية من لبنان الى سوريا، مزودا بترسانة عسكرية هائلة وصواريخ دقيقة تتهدد أمنه القومي وعمق اراضيه. ووفق المصادر، موقف تل ابيب سيؤخذ بلا شك في الاعتبار خلال حياكة التسوية العتيدة، خاصة وان مصلحة اسرائيل تعلو ولا يعلى عليها في حسابات واشنطن وموسكو. من هنا، يصبح السؤال عن صوابية قول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ايام ان “اركان محور المقاومة مرتاحون الى الحوارات في المنطقة لانها تصب في مصلحتهم بينما على اهل المحور الآخر القلق”، يصبح هذا السؤال مشروعا.. فهل يعكس كلام نصرالله فعلا الواقع ام يصب في خانة التمنيات او رفع المعنويات؟!