جاء في المركزية:
أسبوع مر على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وكأنها لم تحصل. القراءة في نتائجها راوحت بين المثمرة على مستوى الدعم الشعبي وغير المثمرة لجهة تجميد المبادرة الفرنسية والذهاب نحو ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري. ثمة من اعتبرها غير مجدية أقله على مستوى الآمال التي وضعت لجهة فرض عقوبات على المعرقلين فاقتصر الكلام في هذا الشأن على تغريدة وتلويح العصا بالعموم.
في كواليس الغرف السياسية كلام بحسب المراقبين بدأ يتردد عن اجتماعات تعقد بين عدد من القوى السياسية لمواجهة المرحلة والإستحقاق الحكومي من خلال تشكيل جبهة ضغط تساهم بتذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة، لكن ايا من الجهات التي تشملها الإتصالات رفض التكلم عن قيام جبهة مماثلة. فموقف الرئيس المكلف سعد الحريري بات على قاب قوسين من الإعتذار والرئيس نبيه بري يعمل على تأخيره أو أقله تجميده وإعادة فتح خط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط. وفي هذا السياق، ذكرت معلومات لـ”المركزية” أن ثمة مساع لتشكيل جبهة ضغط تشمل امل والمستقبل والاشتراكي والمردة إنما تمهد لخارطة طريق الإنتخابات الرئاسية المقبلة. فماذا عن موقف القوات اللبنانية الذي بات واضحا في مسألة تغيير المنظومة السياسية عن طريق انتخابات نيابية مبكرة ومنفتح على أي فريق يلاقيه على هذا النهج؟
الوزير السابق ريشار قيومجيان أوضح عبر “المركزية” أن نتائج زيارة لودريان لا تخرج عن إطار الدعم الشعبي “ونحن نحيي جهود دولة فرنسا وما يربطنا بهذه الدولة من علاقات إنسانية والجهود التي بذلتها في مسألة المبادرة الفرنسية التي تم إفشالها”. أما الكلام عن تشكيل جبهة لتذليل عقبات التشكيلة الحكومية “فالمسألة أبعد من ذلك بكثير لأن المطلوب إيجاد حلول للأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية الكبرى وهي مرجحة للتفاقم مع رفع الدعم وعدم وجود مظلة إجتماعية”.
أي كلام عن تشكيل جبهة معارضة لا يعنينا” قالها قيومجيان بالمباشر شارحا الأسباب الموجبة:” مطلق من يلاقينا مع مواقفنا السياسية مرحب به لكننا غير معنيين في مسألة الإنضمام إلى أية جبهة لأن المطلوب إنتاج سلطة جديدة عبر انتخابات نيابية مبكرة وأية حلول أو طروحات أخرى تبقى عبثية لا سيما مع الثنائي الموجود في هذه السلطة وعلى رأسه التيار الوطني الحر وحزب الله”. ولفت إلى أن الحل الأساسي مرتبط بتحرير الناس من هذه السلطة العاجزة عن تأمين حلول سيما وأن ما ينتظرنا هو الأسوأ في غياب شبكة الأمان الإجتماعية بعد رفع الدعم”.
السؤال الملح اليوم بحسب قيومجيان “ما الجدوى من تشكيل جبهة؟ إذا كان الهدف منها معارضة العهد فالسلطة غائبة أساسا ولا وجود لها. وإذا كان الهدف الإنقلاب على السلطة الغائبة فلسنا في وارد ذلك إطلاقا. من هنا نجد أنفسنا معنيين باجتراح حلول للحد من معاناة الناس وهذا الحل يجب أن ينبثق من الشعب عن طريق انتخابات نيابية مبكرة لأننا لا نملك رفاهية الوقت أو في موعدها الدستوري وهي ليست منّة من أحد”.
ثمة من يسأل، هل يعقل ألا يكون هناك فريق سياسي يلتقي مع طرح القوات لملاقاته من أجل تشكيل جبهة ضغط لتغيير المنظومة الحاكمة في البلد؟ ” خارطة الطريق واضحة لإنتاج سلطة، إجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد. المطلوب قرار باتخاذ المبادرة. إذا كانت الغاية من الجبهة، المعارضة فنحن في المعارضة منذ تقديم استقالتنا من مجلس الوزراء وفي صلب المعارضة من داخل المجلس النيابي ولا تعنينا أية تصنيفات لجهة استمرارنا في المجلس لأن المحاسبة تكون على الخطوات والنتائج وليس على الموقع والإطار الجغرافي. ونرحب بكل من يلتقي معنا على خارطة طريق الإنقاذ لإنتاج سلطة من دون تشكيل جبهة أو جبهات معارضة” يختم قيومجيان.