جاء في المركزية:
طوابير السيارات أمام محطّات المحروقات مشهد من مجموعة مشاهد الذلّ اليومية وأبطالها اللبنانيّون، الذين باتوا يعيشون في دوّامة أزمة البنزين مع اشراقة كل شمس. إلّا أن وقعها اليوم أشدّ بكثير، إذ كان التقنين معطوفا على الحديث عن رفع الدعم ما زاد من إرباك وهلع المواطنين. لكن الهلع هذا مبرّر في بلد يتّجهون فيه إلى المجهول وغابت فيه الشفافية ومصارحة الرأي العام بواقع الحال. وعندما يجد مواطنوه عددا كبيرا من المحطّات رفع خراطيمه، ومن بقيت أبوابه مفتوحة قنّن الكميات المسلّمة لكلّ سيارة، طبيعي أن يعيشوا هاجس إبقاء سياراتهم “مفوّلة” في ظلّ أجواء لا يتوقّعون فيها إلا الأسوأ، حيث تجرّ الأزمات بعضها البعض، بغضّ النّظر عن معرفة المواطن لمصدر المشكلة، فذلك لا يبدد شعوره بالقلق لا بل سيحاول البقاء في الجهة الآمنة رغم كلّ الصعوبات، لضمان تأمين البنزين في حال حدوث أي طارئ.
في السياق، شدّد عضو نقابة أصحاب المحطّات جورج البركس لـ “المركزية” على أن “كلّ محطّة رفعت خراطيمها يعني أن مخزونها نفد ما اضطرها الى الإقفال، وفور تسلّمها البضائع ستعود وتزوّد المواطنين بها”، موضحاً أن “المشكلة ليست لدى الشركات المستوردة ولا أصحاب المحطّات، لأن هدفهما البيع لتحقيق الأرباح فلو كانت لديهم بضائع لما اعتمدوا التقنين”، مطالباً بـ “الإسراع في فتح الاعتمادات للبواخر التي وصلت إلى المياه الإقليمية، خصوصاً اننا على أبواب الأعياد”، سائلاً “لماذا تترك بواخر راسية في لبنان رغم حصولها على موافقة مسبقة من دون فتح الاعتماد لها كي تتمكن من إفراغ حمولتها وتساهم في حلحلة الأزمة؟
كذلك، ناشد “المواطنين التخفيف من قلقهم وبالتالي الضغط على المحطّات لأن عدداً كبيراً من السيارات، أكثر من 50% تقريباً منها، لا تتسّع خزاناته لملئها بالبنزين بقيمة 10000 أو 12000 ليرة لبنانية، لذا المطلوب عدم الهلع، لأن صحيح نعاني شحّاً من البنزين لكنه متوافر في مستودعات الشركات التي بدأت توزّعه كذلك منشآت النفط، إلى ذلك وصلت بواخر إلى لبنان وأخرى على الطريق”، مضيفاً “علينا أن نعتاد على الواقع هذا لأن منذ أسابيع نواجه المشكلة نفسها ولم تنقطع المادّة. لذا، دور المواطن أساسي في المساهمة في حلحلة الأزمة عبر تخفيف الضغط على المحطّات”.
وأعاد البركس التأكيد على أن “ما من رفع للدعم عن المحروقات في المدى المنظور واتّخاذ قرار مشابه شديد التعقيد. من هنا، لن ترتفع الأسعار قريباً”.
وختم “نشدّ على ايادي أصحاب المحطّات في هذه الأزمة والضغوط التي يتحمّلونها”.