كتب داود رمال في صحيفة الأنباء:
يسود الغموض حول مصير المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة الأميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وذلك بعدما انتهت الجولة الخامسة والتي شهدت نقاشا مطولا استمر لنحو خمس ساعات على أمل عقد جولة سادسة، الأمر الذي لم يحصل.
وتحدث مصدر وزاري لبناني لـ«الأنباء» موضحا انه «بنتيجة زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الى لبنان، تم الاتفاق على معاودة المفاوضات، من دون شروط مسبقة، بحيث يطرح كل طرف ما لديه على ان تترك النتيجة لعملية التفاوض وعندما تدعو الحاجة الاستعانة بخبراء دوليين، وعلى هذا الأساس عاد الوفد اللبناني الى طاولة التفاوض مزودا بالتوجيهات اللازمة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لجهة ألا يكون لبنان سببا في افشال المفاوضات».
وقال المصدر: ان الجولة الخامسة انطلقت كما هو مقرر، اذ عرض كل طرف ما لديه من حجج قانونية ومعطيات تثبت وجهة نظره، واستفاض الوفد اللبناني في شرح الدوافع القانونية التي تؤكد ان الخط 29 هو الحق اللبناني واضعا هذا الخط كقاعدة للتفاوض، وقبل انتهاء الجلسة تحدث رئيس الوفد الاميركي السفير جون دوروشيه قائلا ما خلاصته: عليكم في الجلسة السادسة ان تحصروا التفاوض حول مساحة الـ860 كلم2، أي خط هوف والخط 23، واعتبر الوفد اللبناني هذا الموقف انقلابا على الأسس التي تم الاتفاق عليها للعودة الى التفاوض.
وتابع المصدر «ان الوفد اللبناني الذي وضع رئيس الجمهورية في تفاصيل الجولة الخامسة، وان حصر التفاوض في البقعة التي حددها رئيس الوفد الاميركي يعني انه لا جدوى من المضي في المفاوضات، لأن ذلك اعطى الاسرائيلي كل شيء على حساب الحق اللبناني، فعمد الرئيس عون الى اعطاء توجيهاته للوفد المفاوض وشدد على ألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة بل اعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول الى حل عادل ومنصف يريده لبنان حفاظا على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار، وعلى حقوق اللبنانيين في استثمار ثرواتهم».
واشار المصدر الى ان «استكمال جلسات التفاوض مرهونة بالجواب الاميركي لجهة سحب طرح حصر التفاوض بمساحة 860 كلم2، ويفترض ان يصل الجواب الى الجانب اللبناني في الأيام المقبلة، لأن ما حصل في الجلسة الخامسة يناقض كل ما تم التفاهم حوله مع السفير هيل لجهة التفاوض بلا شروط مسبقة وان يكون الهدف إنجاح المفاوضات من خلال الوصول الى حل يستند الى قانون البحار والتجارب المماثلة».