كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
أن تطول اجازة الملف الحكومي بالشكل الذي عليه الآن والبلد ليس في أفضل أحواله أمر لا يطمئن على الإطلاق. والكلام الذي يصدر من هنا وهناك عن تحرك على هذا الخط ليس إلا مضيعة للوقت فما يجري هو بمثابة تحرك خجول لا يرتقي إلى مستوى أحداث الخرق المطلوب. وهنا ثمة من يتحدث عن مسعى جديد بعد عيد الفطر، وهذا أيضا يأتي في إطار الكلام.
اذا لا معطيات جديدة حتى أن ما بعد زيارة وزير خارجية فرنسا إلى بيروت انصرفت القيادات إلى تقييم ما هو مقبل سواء من خلال متغيرات مرتقبة أو على صعيد تطورات خارجية أو غير ذلك، لأن واقع الأمور يؤشر إلى أن المبادرات الخارجية تجاه لبنان مجمدة في حين تبث معلومات عن اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وهذه مسألة غير مبتوت بها لأكثر من سبب. ويصح هنا طرح سؤال عما ستكون عليه كلفة الاعتذار؟ ومن هي الشخصية البديلة؟ وهل نضجت مناخات معينة تسمح بذلك؟ ليس في مقدور احد رسم المشهد المقبل لكن ما من معطى مطمئن.
ويقول نائب كتلة المستقبل محمد الحجار لـ«اللواء» أن الرئيس المكلف يضع جميع الخيارات أمامه على الطاولة، وبالتالي ما من خيار مستبعد حتى خيار الاعتذار، لكن حتى الآن لا يزال مصرا على تأليف الحكومة وفق المعايير التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووافقت عليها القوى السياسية. ويضيف: الرئيس الحريري يدرك تماما أنه ما لم تحظ الحكومة بثقة المجتمع الدولي فإن البلد مقبل على الأسوأ.
وينفي النائب الحجار أي كلام عن تراجع الحماسة الفرنسية بدعم الحريري لرئاسة الحكومة، ويقول أن الأمر غير صحيح، لأن الوزير لودريان تحدث عن نقاط ثلاثة خلال زيارته المسؤولين، وهي أن مبادرة الرئيس ماكرون لا تزال على الطاولة وإن على الافرقاء الايفاء بالتزاماتهم وقيام حكومة مستقلة قادرة على الاصلاح، كما أنه اوضح أن قطار العقوبات الأوروبية بحق المعرقلين والمعطلين انطلق، وهناك إجراءات محددة ستتخذ وقد يتم تطويرها وسيصار إلى تحديد هؤلاء المعطلين بالتالي.
ويؤكد أن رئيس الديبلوماسية الفرنسية كرر التزام بلاده في تقديم المساعدات الإنسانية والتربوية تجاه لبنان وبالتالي ستواصل العمل لهذه الغاية في حين أن المساعدات المتصلة بمؤتمر سيدر تنتظر تأليف الحكومة.
ووفق النائب الحجار فإن المساعي الحكومية تصطدم بإصرار رئيس الجمهورية وفريقه على الثلث المعطل في أي حكومة، وبأي صيغة تحضيرا للاستحقاق الرئاسي المقبل، مشيرا إلى أن محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري اصطدمت بالعراقيل نفسها التي اصطدم بها الرئيس المكلف.
ويقر بأنه في حال اعتذر الحريري فإن المستقبل قد يكون قاتما، وأي حكومة تشكل لن تكون الا على شاكلة الحكومة المستقيلة التي اتخذت قرارات خاطئة وادت الى انهيارات متتالية، معلنا أن الوضع صعب وما من مسعى جدي لتأمين مصادر التمويل بعد رفع الدعم عن المواد الأساسية.