وصل الملف الحكومي قبل العيد، الى الانسداد الكامل بعدما حضر الفرنسيون عبر وزير خارجيتهم جان ايف لودريان وقرروا ان يطووا صفحة مبادرتهم نهائياً. وكما هو معلوم، أُربك الوسط السياسي بالكامل، ولكنه بدل ان يستنفر ويلتقي ويقارب ما استجد بمسؤولية بعدما انطفأت بارقة الامل التي كانت تشكّلها المبادرة الفرنسية، بقي على مجافاته لبعضه البعض ومواظباً على صبيانيّته السياسية الفارغة التي درج عليها منذ بداية الازمة.
في عين التينة، وبحسب المطلعين، يبدو الاحباط جلياً مما أصاب المبادرة الفرنسية، كذلك يبدو القلق متزايداً من ان بقاء الحال على ما هو عليه قد يقود لبنان الى منزلقات شديدة الخطورة، وخصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وأبرزها ما يجري في فلسطين. ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورغم كل الكلام القائل إنّ المبادرة انتهت، ما زال يعتبر ان هذه المبادرة ما زالت تشكل القاعدة الاساسية الصالحة للحل وتشكيل حكومة اختصاصيين على اساسها تبدأ عملية انقاذ البلد من ازمة تخنقه، وهو ما يشدد عليه رئيس المجلس امام كل من يلتقيهم.
على أنّ الصورة في بعبدا وبيت الوسط لم تعكس اي كلام مباشر مرتبط بالحكومة، او بكيفية مقاربة ملف التأليف بعد الخروج الفرنسي، أكان بذهنية ما قبل التي نتج عنها تعطيل ما زال مستمراً منذ آب من العام الماضي، ام بذهنية مستفيدة مما حصل تنتقل من مدار التعطيل الى مدار التسهيل؟
حتى الآن، ووفقاً للاجواء السائدة بين عون والحريري لا تبدّل في الموقف حيث ان الاهتمام في مكان آخر، فبحسب ما يؤكد المطلعون على اجواء الطرفين، فإنّ العقوبات التي اشار اليها وزير الخارجية الفرنسية واعلن الاتحاد الاوروبي انه بدأ في إعدادها ضد معطّلي الحل في لبنان، تشكل البند الاول في جدول متابعات القصر الجمهوري ومعه التيار الوطني الحر، وبيت الوسط ومعه تيار المستقبل، خصوصاً انّ الطرفين قد اصبحا في اجواء مؤكدة بأنهما مشمولان عبر فريقيهما والمقرّبين منهما بهذه العقوبات التي ستظهر الى العلن في القريب العاجل، وانهما يعرفان المشمولين بالاسماء.