لا تأكيد حتى الآن على وجود مبادرات نوعية يقوم بها اي من الرئيسين تجاه الآخر، ما خَلا بعض الهمس لدى بعض الاوساط السياسية المعنية بملف التأليف، حول خطوة ما قد يبادر اليها الرئيس نبيه بري لإعادة تحريك ملف التأليف وإحداث خرق سريع في الجدار المانع تشكيل حكومة، خصوصاً انّ البلد يقترب مسرعاً من لحظة الانفجار الكبير. فضلاً عن ان تطورات المنطقة تعزز المخاوف من امور غير محمودة على كل المستويات.
وفي هذا السياق، جزم مرجع مسؤول عبر «الجمهورية» ان التطورات التي استجدت اخيراً، اضافة الى خروج الفرنسيين من دائرة الاهتمام بلبنان ووضع مبادرتهم على الرف، لا بد ان تدفع عون والحريري ولو مكرهين الى الالتقاء على قاسم حكومي مشترك ان كانت لديهما النية الصادقة في تشكيل حكومة. فالظروف سبقتهما.
وعما اذا كان قاعدة التأليف قد تبدلت مع خروج الفرنسيين، بحيث تدرج الامر من حكومة اختصاصيين الى حكومة تكنوسياسية، قال المرجع: الظروف الداخلية المتهاوية سبقت الجميع وتحديدا سبقت عون والحريري، والظروف الخارجية والتطورات الامنية المتسارعة في فلسطين المحتلة سبقت الجميع ايضاً، وكل تلك الظروف سواء الداخلية او الخارجية يخشى ان تؤدي الى خلق وقائع جديدة بآثار مدمرة. وبالتالي فإن المطلوب للبنان هو تشكيل اي حكومة تحت اي شكل، سواء حكومة اختصاصية بالكامل او تكنوسياسية او حتى سياسية بالكامل، المهم تشكيل حكومة لمنع تفاقم الكارثة وتعمّقها اكثر.
وردا على سؤال قال: حكومة الاختصاصيين كانت عنوان مرحلة ما بعد سقوط المبادرة الفرنسية، وامّا بعد السقوط فتقدم طرح الحكومة التكنوسياسية وهو طرح يحظى بغالبية مؤيدة له، لكن ما اعرفه هو ان الرئيس الحريري ما زال متمسّكاً حتى الآن بحكومة اختصاصيين. وكل ذلك سيحسم في فترة ما بعد عيد الفطر.