إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من لجنة العدالة والسلام المنبثقة من مجلس المطارنة والأساقفة الكاثوليك في لبنان (APECL)، في زيارة التماس بركته بالنسبة للتحضيرات الخاصة بالمبادرة السنوية المتعلقة بإطلاق يوم السلام في الشرق الأوسط، الذي سيصلي فيه بطاركة الكاثوليك في التوقيت نفسه، من أجل السلام في هذه المنطقة.
والتقى الراعي أمين سر الحزب “الديمقراطي اللبناني” الدكتور وسام شروف الذي نقل إليه تحيات رئيس الحزب الامير طلال أرسلان، معربا عن تقديره “للدور الوطني الكبير الذي يقوم به البطريرك الراعي للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله”، مؤكدا “الوقوف الى جانب غبطته في محاربة الفساد والحفاظ على أموال المودعين، وإبقاء القضاء بعيدا من كل المناكفات السياسية”.
ثم استقبل الراعي رئيس اللجنة الإقتصادية في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع طوني طعمة على رأس وفد عرض له “النتائج الكارثية التي ظهرت نتيجة قرار المملكة العربية السعودية القاضي بوقف استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية”.
وطلب أعضاء الوفد من الراعي “المساعدة على حل هذه المشكلة التي اصابت القطاع الزراعي في لبنان واهله”، لافتين الى أن “المعنيين من المسؤولين لم يبلغوهم بأي جديد في هذا الشأن”.
وأشار الوفد الى أن “البطريرك الراعي مع ما يمثله من صوت صارخ في برية هذا العالم المظلم، يبقى أملنا في الخروج من هذه الأزمة التي إن طالت أكثر، فهي تهدد العاملين في هذا القطاع بلقمة عيشهم التي بالكاد يؤمنونها اليوم مع تدهور الأوضاع الإقتصادية بهذا الشكل المخيف”.
وقال طعمة: “زرنا صاحب الغبطة اليوم لتأييد مواقفه الوطنية ولا سيما موضوع الحياد لكونه يعود بالإستقرار والامن والسلام على اللبنانيين وهو يعتبر في مثابة كوة أحدثها غبطته في الحائط الذي يعرقل وصول لبنان الى بر الأمان. كما اننا نقلنا اليه صورة عن الوضع الزراعي المتأزم ولا سيما ان هذا الشهر يعتبر شهر الذروة لناحية الإنتاج الزراعي في البقاع على انواعه. والجميع ينتظر هذا الموسم لتحسين الوضع الإقتصادي في البقاع الذي يمثل سهله المزروع مساحة كبيرة من مساحة لبنان”.
واضاف: “تفاجأنا لناحية القرار السعودي الذي منع استيراد الخضار والفاكهة من لبنان وحتى الساعة هناك نحو 20 حاوية لا تزال تنتظر في مرفأ جدة، بعدما خيروا أصحابها اما بالتلف واما بارجاعها الى البلد المصدر وهذه كارثة. لقد كنا في انتظار ايجاد حل لهذه المأساة الا ان الحلول لا تزال بعيدة فلجأنا الى غبطته لمساعدتنا لكي نتمكن من تصدير انتاجنا وهذا الأمر له تأثيره ايضا لناحية الأسعار. في العادة نحن نصدر الفائض من منتوجاتنا وبالتالي يتمكن المواطن من استهلاك المحصول المحلي بسعر مقبول”.
واعتبر طعمة انّ “الحل لا يكون بمعاقبة شعب بكامله بسبب شبكة مجرمة تهرب مواد قاتلة للبشر. نقدر تماما خوف السعودية على مواطنيها وسهرها للحفاظ عليه، ولكننا نتمنى عليها إعادة النظر سيما وانها تركت فرصة في بيانها عندما طالبت الدولة اللبنانية بمكافحة التهريب والعمل على مراقبة البضائع التي تصدرها عندها تعيد النظر في قرار المنع. وهنا يبقى على الدولة اللبنانية حل هذا الأمر وان تكون جدية وجادة في معالجته، لمصلحة أبنائها لأنه ليس من الصعب مراقبة البضائع المصدرة”.
وختم طعمة: “سألنا غبطته التدخل مع المعنيين لما له من محبة وتقدير واحترام في قلوب الجميع لحل هذا الأمر ولكي تقر الدولة تعهدا بمراقبة البضائع، ومنع اية عملية تهريب”.
ومن زوار الصرح البطريركي، المهندسان شربل ابو جوده ووائل شبلي.