جاء في “المركزية”:
إستكمالا لزيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان الى بيروت، زارت سفيرة فرنسا في بيروت آن غريو بكركي ناقلة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة خاصة من لو دريان، وناقشت معه ما انتهت اليه زيارته لبيروت والجهود المبذولة لمساعدة لبنان على الخروج من الازمة التي يعانيها لبنان، وكانت مناسبة لإنهاء السيناريوهات التي نسجت حول استياء بكركي من تجاهل لو دريان زيارتها.
نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ الذي التقى البطريرك اخيرا أوضح لـ”المركزية” “ان الفرنسيين أرادوا من خلال إيفادهم السفيرة غريو توضيح الواضح وتأكيد المؤكد، وهو ان زيارة لودريان الى لبنان كانت محددة ومركّزة وهو لم يأتِ في مهمة دبلوماسية بل لابلاغ الاطراف السياسية الخلاصات التي توصلت اليها فرنسا. لذلك، قد يجوز الا يزور الراعي في هذا الوضع، حيث الكباش محتدم في البلد بين القوى التغييرية والسلطة القائمة، وعلى البطريرك من موقعه الوطني ان يكون له دور الحاضن. في النتيجة قد تكون عدم زيارته لحماية الموقع الذي يشغله”.
ولفت الصايغ الى “ان الفرنسيين يحرصون على المحافظة على الدور الوطني لبكركي، خاصة وان مطالب بكركي تتناغم مع الاهداف التي تطالب بها القوى التغييرية في البلد، وتصبّ في الإطار عينه وهي واحدة. كما ان التوقيت الدبلوماسي والاصول الدبلوماسية تقيس تحركاتها بحسب التطورات، وهنا لا اريد ان اقيّم ما يقوم به الفرنسيون أو كيف تتلقف بكركي هذا الامر، لكن ما يمكن تأكيده هو ان هناك تناغماً دولياً كبيراً مع مواقف بكركي، والدليل ان شخصيات عدة، برتب دبلوماسية عالية في بلدانها لا تستطيع ان تقوم بأي خطوة في ظل الظرف الحالي دون ان تكون لها محطة في بكركي”.
وعن المعلومات التي تتحدث عن زيارة مرتقبة للراعي الى باريس لبحث مبادرته، قال: ” الاتصالات مفتوحة مع بكركي من قبل كل الدول التي تتابع عن كثب الملف اللبناني. اما موضوع الزيارة، أكانت الى فرنسا او غيرها من الدول، فالموضوع مطروح دائما له وقته وظرفه، وبكركي تعلن عنه في حينه، لكن في اي لحظة باستطاعة الراعي ان يستقل الطائرة ، يحمل عصاه ،ينادي بإنقاذ لبنان ويطرح أفكاره الوطنية، ليس لإنقاذ فريق من اللبنانيين بل جميعهم”.
ورداً على سؤال حول ترؤس فرنسا مطلع الشهر المقبل رئاسة مجلس الامن، وهل ستكون مناسبة لطرح الملف اللبناني، أجاب: “فرنسا، أكانت في مجلس الامن ام لا، دورها قائم، هي الدولة المكلفة من مجموعة الدول الصديقة للبنان كي تُبادر في هذا الشأن، وعندما يزور لودريان لبنان، صحيح انه وزير خارجية فرنسا ، لكنه ايضا محصن بتوافق دولي للبحث في الملف اللبناني. ورئاسة فرنسا لمجلس الامن قد تكون فرصة مهمة للبنان لطرح شيء ما يساعد على تخطي هذه الازمة الوجودية ، من تأليف الحكومة الى الانتخابات النيابية المحصّنة والمحميّة والوصول لوضع خارطة لإعادة النهوض بهذا البلد بطريقة دائمة ومستدامة”.
أضاف: “نعوّل على الحركة الدولية لمواكبة لبنان نحو التغيير والانتقال السلمي للسلطة عبر الانتخابات والدستور ونطلب من الدول الوقوف الى جانب لبنان كي يستعيد سيادته، خاصة وان العوائق التي تقف في وجه هذه السيادة معروفة، سلاح حزب الله والدعم الاقليمي له. نطالب بالتعاون دولي وبحماية دبلوماسية للبنان وصولا الى الحياد. وفي الانتظار نطالب الشعب الا ييأس، إذ علينا كقوى تغييرية ان ننظم انفسنا كي نشكل بديلا يتمتع بمصداقية امام كل الدول. على هذا البديل ان يقوم بما يلزم كي يقول للجميع ان هناك امكانية لإعطاء لبنان قوى جديدة متجددة ونهجا جديدا وحكما وحوكمة جديدة تليق بآمال وطموحات اللبنانيين. علينا ان نصنع البديل عن هذا المشهد المأساوي وهذا الامر بيد اللبنانيين، اما دوليا فعلى الدول ان تساعد وتواكب وتحمي عملية التغيير السلمي”.
وختم الصايغ: “نحن على تواصل دائم مع الكرسي البطريركي. ففي هذا الظرف، حيث نشهد انهيار المؤسسات الدستورية وفشل الدولة في القيام بأدنى واجباتها، لا بدّ من أن يلجأ أحدنا الى مرجعية وطنية، يتشاور معها ويستأنس بآرائها ويسترشد بـأفكارها ويستطيع بعدها ان يتصرف”.