جاء في “المركزية”:
منذ أقلّ من شهر، أعلن “الائتلاف المدني اللبناني” ولادته، طارحاً وثيقته السياسية وبرنامجه الإنقاذي. هو عبارة عن منصّة تغييريّة معارِضة تتطلّع إلى تفعيل التَّنسيق بين القِوى المجتمعيَّة الحيَّة، بناءً على برنامج إنقاذيّ، وتضمّ ثلاثة أطراف رئيسية: “الجبهة المدنيّة الوطنيّة”، منصّة “بيراميد”، ومنصّة “Our New Lebanon”.
ويعدّ هذا الائتلاف من مجموعات النخبة الداعمة للثوّرة، خطوة أساسية على طريق تسهيل التواصل مع الجاليات اللبنانية في بلدان الاغتراب الداعمة للثّوار والساعية إلى المساهمة في تحقيق الأهداف التغييرية المنشودة نحو لبنان الجديد.
رئيس منصة “Our New Lebanon” فارس وهبي اكد من واشنطن لـ المركزية” أن “الجالية في الولايات المتّحدة الأميركية متّحدة إلى أقصى الحدود. لدينا ائتلاف هناك، لتنسيق جهودنا مع الحكومة ومجلس النوّاب. هو مكوّن من أربع مجموعات ضغط lobbies أساسية، تجتمع شهريّاً لتنسيق خطوات الاستمرار”، مضيفاً “هدفنا توحيد الموقف، وتخطّيناً شوطاً مهمّاً في هذا الاتجاه. ما يحصل في أميركا ينطبق أيضاً على بلدان أخرى مثل فرنسا حيث لدى مجموعات الضغط ائتلافات مماثلة. ما يعني أننا على الموجة نفسها ونتحدّث لغة واحدة. في لبنان أيضاً نحن جزء من ائتلاف”، مشيراً إلى أن “ذلك مؤشّر الى أن المبادئ التوجيهية المطالب بها ستكون موحّدة من كلّ الجهات، منها: سيادة لبنان، حياده، استقلاله… إذ كل شخص يتطلع الى أن يعيش في بلد محترم يفترض أن تسود فيه هذه الشروط، وإلا لا نتحدّث عن بلد أصلاً ،حيث رجال السياسة الفاسدون يتحكمون بالبلاد، وحيث لا عدالة ولا تطبيق للقانون. نحتاج إلى تحديد ما يمكن القيام به لإصلاح هذا البلد. الحلّ الوحيد لبناني عبر وضع الشعب يده بيد بعضه والتعاون لبناء دولة على أسس الشفافية، الجدارة، البراغماتية، تكون خالية من السارقين والميليشيات”.
وعن أهمية تحرّكات المغتربين وسعيهم إلى مساعدة لبنان، اعتبر وهبي “أنها ستؤدّي دوراً أساسياً بارزاً، لأن عدد المغتربين يحصى بالملايين، وللمرّة الأولى ننسّق رسائلنا ونعمل جيّداً مع بعضنا، هذه المرّة مختلفة، خصوصاً أن الاغتراب متّحد حول مختلف أنحاء العالم، والائتلافات المهمّة الموجودة تقلّص من عدد المجموعات ما يسهّل التنسيق والتواصل”، واصفاً الجالية بـ “خطّ الحياة”.
وأكّد أن “ثقة المغتربين بالثوار كبيرة، كوننا نسعى إلى دعمهم منذ انطلاق التحرّكات في الشارع. وعندما تمّ الحديث عن سفارات تموّل الثوار، في الواقع كانت هذه أموال المغتربين المرسلة من عرق جبينهم إلى أهلهم المعتصمين في شوارع لبنان لتأمين حاجاتهم الأساسية. ومستمرّون في دعم أهالينا مباشرةً أو عبر المنظّمات غير الحكومية”، لافتاً إلى “العلاقة الجيّدة بين الجالية واللبنانيين في مختلف المناطق. والمطلوب شبك وتنسيق المساعي خارجياً وداخلياً كون الاتّحاد قوّة ويوصلنا إلى مراحل متقدّمة لتحقيق التغيير المنشود”.
وشدّد وهبي على أن لديه “الثقة الكاملة بوجود أشخاص كفوئين في لبنان وأن القدرة للتغيير نحو الأفضل متوافرة وكلّ ما نحتاجه التعاون والتخلّص من الـ ego، كي نتمكّن من بناء وطن يجعلنا جميعاً فخورين به”.
وختم “نسعى جميعاً إلى الإعلان عن اتفاقية نسلط فيها الضّوء على أن لبنان محتّل ونناشد من خلالها للضغط في سبيل الالتزام بقرارات الأمم المتّحدة رقم 1559، 1680، 1701 وتطبيقها، بالتوازي مع إرساء السيادة والحياد والتخلّص من السلاح غير الشرعي وحصره بيدّ الجيش اللبناني، كذلك، المطالبة بنظام قضائي عادل لمحاسبة الفاسدين وناهبي أموال اللبنانيين، تحقيقاً للعدالة. كلّ هذا يساهم أيضاً في تمكين لبنان من تأدية دوره الأساسي في المنطقة والعالم، فالتعدّد الديني فيه قوّة وليس ضعفا. استغّل الزعماء هذه الورقة للحفاظ على مناصبهم، لكن بدأنا بسحبها منهم، وسنواصل جهودنا كي لا يستعيدوها”.