Site icon IMLebanon

الدبلوماسي تخلّى عن دبلوماسيّته.. هل البيان الرئاسي كافٍ؟

جاء في المركزية:

على “نهج” أحد أسلافه في “الخارجية” رئيسِ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، سار الوزير شربل وهبي امس. وبعد ان انطلق مسارُ الابتعاد العربي – الخليجي عن بيروت، عام 2016 مع رفض باسيل التضامن مع المملكة اثر حرق سفارتها في ايران، ووقوفه في وجه الإجماع العربي، في موقف دفع اللبنانيون، ولا يزالون، ثمنَه غاليا، أكمل وهبي المشوارَ الخطير هذا، ووضع حجرا اضافيا، كبيرا وثقيلا، في الجدار الذي يرتفع تدريجيا بين لبنان ومحيطه العربي، منذ وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى قصر بعبدا.

القراءة هذه تجريها مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، آسفة لان يكون مركز شارل مالك وغسان تويني، آل الى مَن لا يتعاطون مع الموقع بأبسط القواعد الدبلوماسية، لجهة  تقدير الكلمات والمواقف وتداعياتها وأبعادها قبل اطلاقها، ولا في أداء دورهم ووظيفتهم كما يجب. فوزيرُ الخارجية يُفترض به، قبل اي مسؤول آخر، تسويقُ صورة لبنان في الخارج وبذلُ كل جهد لاعادة ربطه بِمَداه الحيوي. هو ايضا مسؤولٌ عن “صياغة” دور ووظيفة اقليمية – دولية لبيروت، كمقرّ لحوار المتخاصمين، لكننا بطبيعة الحال، لا نتوقّع منه انجازا كهذا، لكن أضعف الايمان ان يحافظ وزيرُ الخارجية على الدور المحوري – الاستراتيجي الذي تمكّن الكبارُ في المنصب، من إعطائه للبنان في العقود المنصرمة، فإذ به يفرّط بكل هذا الارث، ببرودة اعصاب قلّ نظيرها.

ما قاله وهبي امس في حديثه التلفزيوني قد لا يكون مخطّطا له من قِبل فريقه السياسي، ولا من قِبل حزب الله، بحسب المصادر، إلا ان الرجل كان يجب ان يعدّ أجوبته جيدا، ويزين كلماتِه بميزان “الجوهرجي”. فهو يطلّ على محطة “عالمية” لا لبنانية، في ظلّ ازمة جديدة – قديمة بين لبنان والسعودية. لبنان الرسمي يسعى الى استرضاء المملكة التي اوقفت منذ اسابيع استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية، لاستخدامها من قِبل بعض الجهات المجهولة – المعلومة، لنقل المخدّرات الى اراضيها، في قرارٍ كبّد الاقتصاد اللبناني والمزارعين خسائر بالملايين. فبدل ان يغتنم “الدبلوماسيُّ” هذه الفرصة لتأكيد حرصه على افضل العلاقات مع العرب والخليجيين، قرّر الا يكون دبلوماسيا البتّة، وان يتبنّى خطابَ حزب الله ومحور الممانعة، في حديثه عن دول الخليج، وإن من دون ان يسمّيها!

فتكلّم بتهكّم عنها متّهما اياها بتمويل الارهاب وداعش وجبهة النصرة وبنشرها في الدول العربية، مستهزئا بتسميتها “مملكة الخير والصداقة والمحبة”.

وبعد ان كان لهذه اللغة الخشبية، الوقع السيئ الخطير المتوقَّع، في الاوساط السعودية مساء امس، سارع وهبي الى توضيح ما قاله، علما انه لا يحتمل اي تأويل او تفسير. في المقابل، سارعت رئاسة الجمهورية الى  الاعلان انه لا يعكس موقف الدولة اللبنانية. فهل هذه الخطوات تكفي، وترتقي الى حجم الاساءة التي ارتُكبت بحق المملكة؟ بحسب المصادر، يُفترض برئيس الجمهورية ان يستدعي وهبي ويُسائله او يمنعه – اذا كانت ثمة طريقة “قانونية” لذلك – من تمثيل لبنان في اي محفل دولي بعد اليوم، اي ان يتمّ عزلُه تماما. كما يجب على الفريق الحاكم ان يستدعي السفير السعودي للاعتذار عن هذا الخطأ، مع إرساله احد الموفدين الى الرياض من ضمن جولة خليجية، لتوضيح الموقف.

اما كلّ ما هو دون ذلك، سيعني، تختم المصادر، ان العهد لا يأبه كثيرا اذا رضي الخليجيون ام غضبوا، وانه اختار الوقوف نهائيا، في خندق حزب الله والايرانيين في المنطقة.. فهل هذا هو فعلا ما يريده، بينما لبنان ينهار اقتصاديا وماليا، ولن يأتيه السند والدعم الا من الدول العربية والغربية، الارجح لا ..فلننتظر!