كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
مع دخول العدوان الصهيوني على غزة مرحلة مفصلية، وفي ظل غياب مؤشرات لإمكانية التهدئة، تبقى الأنظار مشدودة إلى الحدود اللبنانية الجنوبية التي تستقطب العديد من التحركات «التضامنية» مع الشعب الفلسطيني.
حتى اللحظة، فإن لبنان مُحيَّد عن أي تداعيات ميدانية، وحسب المعطيات الراهنة، فإن سيناريو فتح جبهة الجنوب، توازياً مع حرب غزة مستبعد حالياً، رغم حالة التأهب والاستنفار التي تقتضيها الضرورة، فالطرفان المعنيان بإشعال هذه الجبهة، أي حزب الله والكيان الصهيوني غير مستعدين لذلك، بدليل تمرير عملية إطلاق 3 صواريخ من منطقة قرب القليلة باتجاه شمال فلسطين من دون أي تداعيات تُذكر.
حزب الله يواصل مع حلفائه تحركه الداعم للمقاومة الفلسطينية، شعبياً وسياسياً، مع احتمال توسيع موجة التضامن إلى بيروت.
وكشفت مصادر لـ القبس أن هناك قراراً بتنظيم تظاهرة أمام مبنى سفارة الإمارات، في حين رد تيار المستقبل بأن الدعوة مشبوهة وترمي إلى تعميق الخلاف بين لبنان وأشقائه العرب، محذراً من التمادي في السياسات المسيئة للعلاقات مع الأشقاء العرب، وفي مقدمهم الإمارات.
وأعلن أن كل دعوة استفزازية للسفارات العربية ستواجه بدعوة مقابلة من التيار، لأن زمن المتاجرة بقضية فلسطين قد انتهى، وزمن التطاول على العرب باسم فلسطين لن يتكرر. الصحافي قاسم قصير قال إن القرار اليوم هو لأول مرة قرار فلسطيني، معتبراً أن ما يجري في غزة سيعطي قوة دفع لإيران في المنطقة.
ورأى العميد الركن هشام جابر أنه لو اندلعت حرب غزة منذ عام أو ستة أشهر كان يمكن أن تكون هناك خشية من تنفيذ حزب الله للأجندة الإيرانية، أما اليوم وفي ظل المفاوضات القائمة بين إيران وأميركا في فيينا فليس من مصلحة أي من الطرفين إفشالها.
من جهته، لا يبدو الكيان الصهوني بوارد فتح جبهة اضافية ستكبده المزيد من الخسائر، خصوصاً أن ترسانة حزب الله العسكرية تفوق تلك التي تملكها المقاومة الفلسطينية وحركة حماس.
سياسياً، ظل الأفق مقفلاً على كل المعالجات منذ انهيار المبادة الفرنسية، وبانتظار ما ستفرزه المواجهات الدامية في فلسطين، بدأ الفريق المناهض للحريري بالترويج لنسف حكومة الاختصاصيين، وذهب البعض إلى حد القول إن الحريري نفسه لم يعد مرغوباً دولياً.
وفي إشارة الى استمرار حال المراوحة في الملف الحكومي، أعلنت مصادر مقربة من الحريري أنه سيبقى غائباً عن بيروت لأسبوعين.
وسربت مصادر بعبدا أجواء إيجابية معلنة «أن رئيس الجمهورية ينتظر مبادرة من الحريري لتسريع تشكيل الحكومة ولم يخطط مطلقا لدفعه إلى الاعتذار».
وتأتي هذه الدعوة غير المباشرة للحريري في أعقاب رسالة تبلغها التيار الوطني من حزب الله أنه مستمر في دعم الحريري لتشكيل الحكومة بعد تسريب أخبار عن اتصالات يجريها الفريق الرئاسي مع شخصيات سنّية طامحة لدخول نادي رؤساء الحكومات.
اقتصادياً، وعلى غرار الاقتتال داخل السوبرماركت بدأت الإشكالات على خلفية تعبئة وقود البنزين، وتطور إشكال أمس إلى إطلاق نار ذهب ضحيته الشاب غيث المصري، ابن صاحب محطة الوقود في منطقة ببنين شمالي لبنان، في وقت عاد الغضب إلى الشارع، حيث شهدت مناطق عدة تظاهرات على خلفية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتتالية.