كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
“حطّ المصاري عإجريك بتعلا، بس حطّا عراسك بتوطا”، حكمة أطلقها الممثل مجدي مشموشي في شخصيّته المميزة التي قدّمها بمسلسل “للموت” خلال شهر رمضان المبارك. وما زالت شاشة الـ”MTV” تعرض “راحوا” الذي يجسّد فيه دور “أبو شادي” والد شاب نفّذ عملية إرهابية ليلة رأس السنة. “نداء الوطن” التقت مشموشي ليدور هذا الحوار العفوي والمميّز.
هل باتت الدراما اليوم مرآة تعكــس وجع المجتمع؟
ما زلنا بعيدين كلّ البُعد عن إظهار الوجع الحقيقي لمجتمعنا في الأعمال الدرامية. قد تكون المسلسلات المعروضة حالياً تهدف الى إراحة المواطن كي ينسى المعاناة التي يتخبّط بها يومياً. لكنّ وجع الشعوب أكبر بكثير من أن يُعكس في مشاهد درامية.
ما القاسم المشترك بين دورك في “راحوا” و”للموت”؟
الدوران مختلفان بالشكل والمضمون ولكنّهما يعيشان في فكري وعقلي. فهذه الشخصيات موجودة فعلاً في الحياة الواقعية وقد تكون مختبئة في أعماقنا أو مكوّنة داخلنا، نتيجة تجارب الحياة والشخصيات التي التقيناها على مرّ السنين.
أيعاني الآباء عادةً ما عانيتـــه في “راحوا”؟
نعيش في “لعنة السوشيل ميديا” التي تقتحم عقول الشباب، فالآباء لا يدركون ما يخوضه اولادهم خصوصاً أنهم يغوصون في تأثيراتها، وصولاً الى تضحيتهم بأنفسهم مقابل أمور سخيفة تسيطر على عقولهم وحياتهم. تفوق سلطة مواقع التواصل الإجتماعي اليوم قدرة الأب والأم على بناء عائلة سليمة مبنية على أسس متينة.
كيف تقيّم واقع الدراما المحلية؟
أضحت الدراما المحلية اليوم في مواقع متقدّمة جداً، لذا يجب علينا تعزيزها ودعمها كي تصبح متساويةً مع الدراما العربية المشتركة. تتميّز أعمالنا المحلية بفريق كامل متكامل من كتّاب ومخرجين وممثلين ومنتجين.
لكن ما هي العقبات التي تحــــــول دون تطوّر أعمالنا المحلية وانتشارها عربياً؟
نفتقد الى الإنتاج المدعوم بالمادة كي نتمكّن من خوض التجارب الدرامية والبروز فيها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تتألّق الأعمال الدرامية التي تنتجها شركتي “إيغل فيلمز” و”الصباح” وذلك بفضل إمدادها بالمال اللازم والكافي كي يظهر العمل المشترك بأبهى حلله. لكنّ المنتجين اللبنانيين يتخبّطون في ظلّ الواقع المرير والمتردّي الذي يعيشونه، فهم بحاجة الى الوسائل المالية اللازمة لمنافسة الأعمال الدرامية الأخرى، لذا “كتّر خيرهم” على مجهودهم الجبّار في هذه الأيام الصعبة.
هل ساهمت الدراما العربية المشتركة بإنتشار الممثل اللبناني عربياً؟
يجب حذف عبارة “مشتركة” من هذا النوع الدرامي. ولا يجب الفصل بعد الآن بين مسلسل لبناني أو سوري أو مصري، إذ أضحت الدراما المشتركة تجسّد مسلسلاً عربياً شاملاً يمكن أن يدخل الى كلّ بيت عربي، بفضل تضافر جهود الممثلين جميعاً، بغضّ النظر عن جنسياتهم والعكس صحيح!
أتفكّر بالهجرة؟
بالطبع أسعى الى الهجرة، خصوصاً أننا نعيش بين وحوش ينهشون لحمنا يومياً. للأسف، لم يعد بمقدورنا مجابهتهم ومحاربتهم لأنهم يتغذّون على لحم الأغنام “اللي لاحقتن عالعمياني” منذ عشرات السنين. وأدعو الشباب اللبناني الى الهجرة لأنّ البلد لم يعد لنا أو لأولادنا بعد اليوم.
لكن من سيبني البلد إن هاجرنا جميعاً؟
“هودي الوحوش”… يتسلّون بنا وبمصيرنا. علينا إنقاذ أنفسنا بالهروب من طاماتهم وظلمهم. لم يعد لبنان لنا بل تحول الى أرض للصراعات.
فقدتَ الأمل إذاً؟
سيختفي الأمل بعد الأول من حزيران مع رفع الدعم وارتفاع منسوب الجوع لدى اللبنانيين.
هل حققت ثورة “17 تشرين” أهدافها؟
بالطبع، إذ أثبتت أنّ الشعب اللبناني الجائع والفقير والخانع يستطيع أن يثور على حكّامه وزعمائه. أسّست “17 تشرين” لمفهوم الثورة لكننا بحاجة لثورة حقيقية مضرّجة بالدماء ومقترنة بأرواح شهداء جُدد على مذابح الوطن.
ما هو حلمك في الحياة؟
حلمي أن أعيش براحة بال وطمأنينة مع زوجتي وتأسيس عائلة صالحة مبنيّة على حجر أساس متين. يجب الإستفادة من كلّ لحظة نعيشها والتمتّع بها قدر المستطاع إذ لا نعرف ما الذي يخبّئه القدر لنا. أيعقل أن يحدث فيروساً صغيراً ميكروسكوبياً هذا الضرر في العالم؟ ليتنا نتّعظ وندرك أنّ العمر قصير وعلينا تمضيته بحبّ وإنسانية.