كتبت أنديرا مطر في “القبس الكويتية”:
في ذروة الانقسام السياسي في لبنان، الذي يفاقم أزمات المواطنين الاجتماعية والمعيشية، تتجه الأنظار الى المجلس النيابي الذي يلتئم اليوم لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية التي تتعلق بتشكيل الحكومة ومسؤولية الرئيس المكلف.
وتستبعد أوساط سياسية ان تنجح الرسالة الثالثة للرئيس عون الى المجلس في انتزاع موقف نيابي مؤيد لنزع التكليف عن الحريري، لافتة الى انها تأتي استكمالا لمحاولات سابقة للتأثير في النواب لعدم تكليف الحريري، وتهدف الى التركيز على مسؤولية الحريري في موضوع تعطيل تشكيل الحكومة.
وتحدثت الأوساط عن مخرج يعمل الرئيس بري على اعداده، ويرضي الطرفين، ويقوم على تلاوة رسالة عون اولا، ومن ثم اعطاء الكلام لرئيس الحكومة المكلف للرد على مضمونها ليقفل النقاش بعدها وترفع الجلسة.
انتخابات سوريا
وفي سياق آخر، حفل يوم «الانتخابات الرئاسية السورية» في لبنان، بمفارقات تجعل من الصعب التكهن بتداعياتها. فنسبة كبيرة من اللاجئين الهاربين من بطش النظام وقمعه ادلوا بأصواتهم لمصلحة رئيس النظام جهاراً، اما على المستوى السياسي فجددت هذه الانتخابات انقساما قديما بين القوى السياسية التي تستخدم ورقة اللجوء في الحسابات الداخلية.
فالتيار الوطني الحر، الذي ما انفك يطالب بترحيل اللاجئين الى بلادهم، دافع امس عن حق هؤلاء في انتخاب من يريدون. في المقابل، فإن القوات اللبنانية التي عارضت ترحيل السوريين قبل إيجاد حل سياسي، استنفرت سياسيا وشعبيا مطالبة بترحيل كل لاجئ اقترع لبشار الأسد.
ولم يخل يوم تجديد المبايعة للأسد في لبنان من إشكالات في مناطق لبنانية عديدة بين شبان لبنانيين وسوريين، وجدوا صعوبة في اكمال طريقهم نحو السفارة السورية، ما اضطر السفير السوري لإعلان تمديد فترة الاقتراع إلى منتصف الليل، وذلك في ظل إجراءات أمنية مشدّدة اتخذها الجيش والقوى الامنية، تلافياً لأيّ إشكالات في الشارع.
ودفع تسيير المواكب الانتخابية واستفزازات رفع صور بشار الأسد على مختلف الطرقات اللبنانية، مئات الشبان اللبنانيين للتجمع في نقاط محددة لـ«اصطياد» المواكب وتكسير سياراتها والاعتداء على من فيها.