أرسل عدد من النواب الأميركيين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي كتابًا الى وزير الخارجية انطوني بلينكن يطالبونه فيه بالاهتمام بلبنان واتخاذ الخطوات لانقاذ هذا الوطن الصغير الصديق من الانهيار ومن سلاح حزب الله ونفوذ ايران وتقديم المساعدات السريعة له وتشكيل لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت ولجنة تدقيق جنائية في ملفات الفساد وسرقة وهدر المال العام. فما هي ابعاد هذه الرسالة وكيف تمكن قراءتها دبلوماسيا والى اي مدى قد يصل مفعولها؟
السفير السابق في واشنطن انطوان شديد شدّد على أهمية الرسالة، وقال لـ”المركزية”: “هي تدل الى مدى الاهتمام الاميركي بلبنان خاصة من قبل الكونغرس الذي يشكّل مركز قوة مهما جداً، لأن الكونغرس يقر المساعدات، ولا سيما للجيش وله تأثير كبير على الادارة في مجال السياسة الخارجية، ويجب عدم الاستخفاف بأن يكتب رئيس و24 عضواً في لجنة الشؤون الخارجية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة كهذه، يضمنونها حرصهم على لبنان وتنبيههم انه مقبل على انهيار، وان على الادارة الاميركية ان تتدخل لمنع الانهيار، وذكّروا ايضا ان انهيار لبنان يشكل خطرا على المنطقة والمحيط وهنا النقطة الأهم”، لافتاً الى “أن الحرص الاميركي على لبنان لا يأتي فقط من اجل لبنان بل ايضا من اجل الاقليم والمنطقة، وان لبنان “بيوجّع الراس” اكثر من غيره من الدول اذا ساءت الامور فيه، لأنه يجمع في داخله عناصر عدة من حزب الله الى السوريين والفلسطينيين فالنازحين الذين قد يركبون البحار ويتوجهون الى اوروبا، اضافة الى الحدود اللبنانية الاسرائيلية… والكثير غيره”.
وأضاف شديد: “في الرسالة عناصر مهمة تدل الى اهتمام الكونغرس بلبنان، واضافة الى كل ما سبق، تحدث النواب في رسالتهم عن حزب الله وذكّروا الادارة انه وايران يستعملان لبنان لتحقيق غاياتهم السياسية الخاصة، ما جعلها رسالة متكاملة، وعلى اللبنانيين ان يدركوا أهميتها نظراً لمن أرسلها”.
عن جولة بلينكن المرتقبة الى الشرق الاوسط قال: “بعد احداث غزة، لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الاميركية ان تبقى بعيدة من المنطقة، خاصة وان ما حصل يرقى الى مستوى الحرب بكل ما للكلمة من معنى، وكادت ان تتطور وتتمدد. لذلك، كان للولايات المتحدة دور في التوصل الى وقف اطلاق النار، تشاورت مع مصر وطلبت منها ان يكون لها دور اساسي كون مصر قريبة من غزة وجارتها ولها نفوذ في المنطقة. وبعد التوصل الى وقف اطلاق النار، وجد بلينكن ان من الضرورة زيارة المنطقة ومصر واسرائيل وان يلتقي السلطة الفلسطينية، لكنه لن يلتقي حماس او الجهاد الاسلامي لأن الولايات المتحدة تعتبرهما منظمات ارهابية”.
وعن اللقاء الذي جمع بلينكن بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد شديد انه مهم جدا، هو اول لقاء على مستوى عال جدا بين ادارتي بايدن وبوتين. لا شك ان جبارين يلتقيان يقرران الكثير ، خاصة وانهما التقيا فيما تطورات اساسية تحصل في المنطقة وغزة. لا اعرف اذا كانت الزيارة تحظى بدعم روسي، لكن توقيت زيارة بلينكن الى المنطقة بعد لقائه لافروف ستكون نافعة اكثر، نقطة تُسجَل ويجدر التوقف عندها لأهميتها”.