على صهوة “طروادة” العهد وتياره، يواصل محور الممانعة مسار التسلل والتمدّد شرقاً، انطلاقاً من محطة “تفاهم مار مخايل” التي منحت الغطاء العوني المسيحي لسلاح “حزب الله”، مروراً بمحطات “الحج” إلى براد ومبايعة النظام السوري “حامياً للمسيحيين” تحت لواء التنظير لتحالف الأقليات في المنطقة، وصولاً إلى محطة تهليل “التيار الوطني الحر” أمس لاختراق “بوسطات” مؤيدي الأسد الساحات المسيحية بجولات استفزازية ايقظت جراح المواطنين ومعاناتهم من النظام السوري، فانتفضوا للتصدي لمحاولة أتباعه استباحة مناطق طالما رفضت فرض هيمنتهم عليها.
وسارع رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل إلى الدخول في جوقة المتحدثين عن “العنصرية” فاقتنص فرصة التباكي على مناصري الأسد بوصفهم “نازحين مسالمين ذاهبين للتصويت في سفارة بلدهم”، ليكون بذلك على الموجة نفسها مع السفير السوري علي عبد الكريم علي وأحزاب وشخصيات 8 آذار، فيما فضحت مشهدية سَوْق آلاف النازحين في بوسطات ترفع رايات “البعث” وصور الرئيس السوري بشار الأسد، تواطؤ باسيل وأكثريته الحاكمة، رئاسياً وحكومياً ونيابياً، مع أجندة النظام السوري “الديمغرافية” في منع إعادتهم إلى وطنهم، ونزعت القناع عن الدور المرسوم لهذه الأكثرية في سبيل تأمين الغطاء السياسي لاستمرار وجودهم كنازحين “صوريين” في لبنان… الأمر الذي بات يوجب تحركاً حازماً من الأمم المتحدة لنزع صفة النازح واللاجئ عن كل سوري مناصر لنظام الأسد موجود في لبنان، ربطاً بكونه لا تنطبق عليه شروط النزوح واللجوء والهروب من سطوة النظام.