كتبت صحيفة “عكاظ”:
لم يكن مستغرباً أن تسارع أجهزة إعلام نظام حزب الله ومنصاتها المعادية للدفاع عن شربل وهبة، معتبرة إياه على طريق الحق، على قاعدة لم يترك الحق لي صاحباً. ولكن هذه المنصات عادت إلى أعقاب ناكصة تجر أذيال الخيبة عندما تنحى شربل رغما عن أنفه من منصبه. الرئاسة اللبنانية بعد خطيئة شربل سارعت بتعيين زينة عكر القادمة من مكاتب استطلاع الرأي وتحليل المعلومات كوزيرة بالوكالة، بالإضافة إلى حقيبة وزيرة للدفاع، إثر عاصفة أزمة سياسية قوية، جراء تصريحات صحفية مسيئة للسعودية ودول خليجية. اسم الوزيرة قفز إلى الواجهة حين تم تعيينها بشكل مفاجئ، كونها أول وزيرة دفاع امرأة في لبنان، وهو منصب بحكم طبيعته مخصوص بالوزراء الذكور؛ وتحسب عكر على التيار الوطني الحر الذي يتزعمه جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية، ليقع عليها عبء تصحيح أخطاء سلفها.
لبنان كان مؤهلاً ليكون دولة نموذجية صالحة للعيش وصائنة للكرامة، إلا أن هيمنة فصيل واحد على قراره، واختطاف بلد بأكمله لحساب أجندة خارجية مع تواطؤ من أطراف خائفة أو طامعة أسفر عن هذه الدولة التي تقبع على حافة الهاوية منذ حين وتنتظر لحظة السقوط. لم تكن هذه المرة الأولى التي ينحدر فيها أداء وزير الخارجية اللبناني إلى هذا الدرك، غير أن مقابلته مساء الإثنين الماضي تسبّبت له بإحراج كبير، فبعدما كانت قد تعاقبت على هذه الحقيبة الحساسة قامات كبيرة في الحكمة والحنكة والدبلوماسية، إذ بنا أمام موظف جاء به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكي يكون عينه وأذنه في الوزارة التي تولاها سابقاً، وتدهور العلاقات الدبلوماسية اللبنانية بدأ منذ تلك الفترة، وتنفيذ البرنامج الذي وضعه باسيل لخدمة نفسه و«حزب الله». عكر.. هل ستسقط العهد أم تنقذه؟