IMLebanon

جبهة المُعارضة انطلقت سياسيًّا.. و”منصة انتخابات” ترسم خارطة التغيير

جاء في المركزية:

رسائل سياسية مهمة اراد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيصالها في اللقاء الذي جمعه وقوى الثورة والمعارضة:  الأولى موجهة لأركان السلطة والمنظومة القائمة ومفادها بأنها سقطت وفُقد الأمل منها. أما الرسالة الثانية فتمثلت بغربلة مجموعات الثورة والبدء ببناء علاقات على أسس سليمة مع المجموعات الجدية غير التابعة لمحور الممانعة والمؤمنة بسيادة لبنان والتي تمكن لودريان من جمعها في قصر الصنوبر.

قالها لودريان وعاد إلى باريس. فأين اصبحت جبهة المعارضة التي تحدثت عنها اوساط الثوار وبعض النواب المستقيلين وحزب الكتائب؟ وهل تم الاتفاق على مشروع سياسي وخريطة طريق ومتى يبدأ التحرك في الشارع؟

عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب المحامية جويل عبود أوضحت أن الإعلان عن إطلاق جبهة المعارضة الذي كان مقررا في 23 أيار لم يكن رسميا “والتأجيل مرتبط حصرا بالأسباب اللوجستية خصوصا أننا نسعى لإطلاق جبهة تحاكي الناس وتقنعهم بالبديل”. هذا في الشكل أما على المستوى العملاني فأوضحت عبود لـ”المركزية” أن التأسيس انطلق فعلا والعمل جارٍ على الخط السياسي بشكل مكثف وقد اتخذ قرارا في الإجتماع الأخير الذي عقد صباح اليوم السبت بعدم تحديد تاريخ معين لتفادي العراقيل اللوجستية “.

خارطة الطريق التي وضعتها الجبهة ترتكز على مبدأ استعادة الدولة “وهذا لا يتحقق إلا من خلال تغيير المنظومة الحاكمة وعبر الإنتخابات النيابية وباقي الإستحقاقات ومنها انتخابات نقابة المهندسين التي تأجلت”.

وفي تفاصيل المشروع السياسي توضح:” ثلاثة عناوين رفعناها كجبهة معارضة، وهي  السيادة وفي أولوياتها أن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة، التغيير بحيث لا تكون هناك اصطفافات على غرار 8و14 آذار، إنما التغيير بالفعل وليس بالقول وهذا يبدأ بإرساء الدولة المدنية مع قانون أحوال شخصية ويُتوّج بقانون انتخابات غير طائفي. وإرساء مفهوم الدولة المدنية”.

عبود أكدت أن التواصل مع مجموعات المعارضة قائم علما أن البعض يفضل عدم الإنصهار بجبهة واحدة “لكن وهناك وعي أن نكون موحدين للوصول إلى حالة تغيير في الإنتخابات النيابية المقبلة لكسر المنظومة القائمة وتظهير رؤية جديدة للناس”. وهل تشمل خارطة الطريق حراكا في الشارع؟ ” على رغم انكفاء الثورة في الشارع لأسباب باتت معروفة إلا أننا تمكنا من كسر”محرمات”. فمن كان يجرؤ مثلا على التكلم في العلن عن حزب الله ودوره السياسي والديني في لبنان؟ ومن كان يتصور أن مطلق أي نائب أو وزير لا يجرؤ على التواجد في مطعم أو أي مكان عام بعدما كان يتهافت الناس لالتقاط صورة معه؟ هذه هي الثورة الفعلية والأهم أن قرار التغيير بات  فعلا وليس شعارا”، تختم عبود.

عضو المكتب السياسي في “تحالف وطني” والمسؤول السياسي مارك جعارة لفت إلى أن “تعدد جبهات المعارضة والمجموعات لا يوصلنا إلى الأهداف المطلوبة التي على أساسها كانت صرخة الثورة والمعارضة للمنظومة الحاكمة ” هذا لا يعني ضم التكتلات في بوتقة واحدة ، إنما المطلوب تكتلات تكون منسجمة سياسيا للخروج ببيان واضح واتخاذ قرارات بسرعة حتى لا تتحول إلى مشروع جدل لا ينتهي تماما كما حصل بعد تفجير مرفأ بيروت حيث تظهرت الإختلافات في الرأي حول مسألة التحقيق بحيث اعترض البعض على فكرة المطالبة بلجنة تحقيق دولية واعترض البعض الآخر”.

بالتوازي، يضيف جعارة “هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الجبهات منها التدقيق الجنائي واستقلالية القضاء لكن الأولوية تبقى في الوصول إلى نقطة التقاء مع جبهة المعارضة كمعارضة سياسية”، وفي هذا الإطار يوضح لـ”المركزية” أن هناك تنسيقا واجتماعات دورية مع باقي الجبهات للخروج بخارطة طريق ولهذه الغاية تم استحداث “منصة الإنتخابات”  للخروج ببرنامج إنتخابي تتوافق عليه جبهات ويتم التوافق على قواسم مشتركة. وختم “الهدف من المنصة خلق حالة جديدة ووضع مشروع إنتخابي يقنع الناس وسيتم تمويلها عبر لبنانيين مقيمين ومغتربين والأهم أنها ستكون شفافة “.