في الوقت الذي راهن المراقبون على نتائج الاتصالات التي قادها الرئيس نبيه بري للخروج من جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية الى مجلس النواب بأقل الخسائر الممكنة، فوجئت المراجع المعنية بتوجّه الحريري من جلسة الاونيسكو الى المطار حيث غادر عائداً الى ابو ظبي في زيارة غير معلن عنها ولا عن برنامجها أو الغاية منها.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «سفر الحريري او بقاءه في بيروت سيّان، فهو على تواصل مع مختلف الاطراف اللبنانيين، وانّ اي إنجاز يمكن تحقيقه ولا يصبّ في إحياء الاتصالات واللقاءات المقطوعة بينه وبين رئيس الجمهورية لا طعم له ولا لون على الإطلاق».
وعليه، تراهن المصادر على اصرار بري على استكمال اتصالاته التي كثفها في الأيام القليلة الماضية من أجل ترتيب العلاقات مجددا بين عون والحريري، من دون المرور بأي مشروع يؤدي الى لقاء تمهيدي بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
ولفتت المصادر الى ان بكركي موجودة على خط الأزمة مجدداً، وهي ستواصل تحركاتها واتصالاتها في أكثر من اتجاه خصوصا في ضوء المبادرة الجديدة التي طرحها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد امس، والتي دعا فيها الحريري الى إعداد مشروع تشكيلة حكومية «مُستحدثة» تنطلق من تشكيلة التاسع من كانون الأول الماضي، والتي يمكن ان تشكل اساساً في شكلها ومضمونها وما حَوته من اسماء مستقلة ومن أصحاب الاختصاص.