كتب وليد شقير في “نداء الوطن”:
تترقب الدوائر السياسية ردود الفعل على نتائج “المنازلة” التي شهدها المجلس النيابي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والتي خرج منها الأخير بتأييد البرلمان ورئيسه نبيه بري لاستمرار تكليفه تشكيل الحكومة، خلافاً لما كانت تضمره الرسالة الرئاسية الاتهامية للحريري بتعطيل التأليف وتحديد مهلة، ولو سياسية، لإنجاز الحكومة.
وذكرت مصادر واسعة الاطلاع على الاتصالات التي جرت قبل انعقاد الجلسة النيابية لمناقشة الرسالة الرئاسية لـ”نداء الوطن”، أنّ ردود الفعل على نتائج الجلسة ستوضح ما إذا كانت الأيام القليلة المقبلة ستشهد نقلة جديدة في مساعي الخروج من الفراغ الحكومي، ولفتت إلى ما قاله أمس رئيس مجلس النواب في كلمته لمناسبة عيد التحرير، عن أنّ “المدخل الالزامي للانقاذ أن يبادر المعنيون بالتأليف والتشكيل وبعد ذلك التوقيع، اليوم قبل الغد ومن دون شروط مسبقة إلى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة”، واستشهاده بما جاء في كلمة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والتي دعا فيها الحريري إلى “المبادرة إلى تقديم تشكيلة محدثة لرئيس الجمهورية على أساس معايير حكومة من اختصاصيين غير حزبيين لا يهيمن أي فريق عليها”، معتبرةً أنّ بري تقصّد تكرار ما جاء على لسان الراعي، إن لجهة هوية الحكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، أو لناحية رفض وجود “أثلاث معطِّلة فيها”.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ بري ينتظر عودة الحريري إلى بيروت من أجل حثه على أن يتقدم بتشكيلة جديدة على قاعدة التوافق على صيغة الـ24 وزيراً من دون ثلث معطل، مستنداً بذلك إلى طلب البطريرك الراعي من جهة، وإلى أن أكثرية المجلس النيابي منحته ثقتها كي يواصل جهود التأليف بسرعة من جهة ثانية.
وعلمت “نداء الوطن” أن دعوة الراعي للحريري إلى المبادرة، تعود إلى أنه كان قد تلقى وعداً من الحريري بأنه سيتقدم بتشكيلة حكومية جديدة من أجل إخراج الأزمة الحكومية من الجمود الذي تغرق البلاد فيه، وما ينتج عنها من أزمات معيشية واقتصادية كارثية. وفي وقت أفادت معلومات أن الراعي تلقى هذا الوعد من الحريري خلال اتصالات بعيدة من الأضواء بينهما، لمحت المصادر لـ”نداء الوطن” إلى حصول لقاء بعيد من الأضواء بين البطريرك والرئيس المكلف قبل زهاء أسبوعين، جرى خلاله التداول في الأزمة، فحثّ الأول الثاني على المبادرة باقتراح لائحة حكومية جديدة، ووافقه الحريري الرأي لكنه آثر التريث في طلب زيارة القصر الرئاسي لهذا الغرض، ما دفع بالراعي إلى تكرار مطالبته بهذه الخطوة علناً.
إلا أن أوساطاً معنية بهذه التطورات قالت لـ”نداء الوطن” إن الحريري قد يقدم على خطوة من هذا النوع، لكن من الطبيعي أن يسعى للحصول على ضمانة بأن قبوله بصيغة الـ24 وزيراً سيقابله عدم وضع عراقيل جديدة في وجه الحكومة، لا سيما مطالبة فريق الرئيس عون بتسمية الوزيرين المسيحيين (الإضافيين) بحيث يحصل عون على الثلث المعطل مقنّعاً.