يحيي لبنان اليوم عيد المقاومة والتحرير. في مثل هذا التاريخ من العام ٢٠٠٠، انسحب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني. المقاومة الشعبية لاهالي المنطقة ورفضهم الاستسلام للاحتلال او التطبيع مع وجوده، معطوفة الى المقاومة العسكرية التي شكل حزب الله عمودها الفقري، تمكنتا من كسر ارادة الكسر العبري ومن اخراجه ذليلا، من الاراضي اللبنانية.
٢١ عاما مرت على الانتصار هذا، لكن حزب الله لا يزال ممسكا بسلاحه ويطور ترسانته. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو عن سبب استمراره في حمله السلاح بعد ان ادى وظيفته الى العلى وحرر الاراضي اللبنانية، بدليل احتفاله بعيد التحرير؟!
المصادر تعتبر ان هذا الانتصار لن يكتمل ولن يصان اذا لم تقم دولة حقيقية قوية في لبنان، بمؤسسات قوية واقتصاد قوي ، وسياحة قوية، دولة ستشكل كابوسا لتل ابيب التي تضحك في سرها والعلن اليوم من تحوّل بيروت مدينة منهارة، على الصعد كافة.
فهل قيام دولة كهذه ممكن في ظل وجود جيشين وسلاحين، ودويلة تضاهي الدولة قوة، تسرق منها قرار الحرب والسلم وسيادتها على اراضيها ومرافقها والحدود؟!
قطعا لا، تجيب المصادر، فألفباء تأسيس الكيانات، عنوانه جيش واحد وحصرية القرارات الكبرى السيادية بيد الشرعية ومؤسساتها.
انطلاقا من هنا، واذا كان الحزب حريصا على حماية انجازه، فعليه تسهيل عملية قيام دولة في لبنان. ومزارع شبعا، من واجبات الحكومة ودبلوماسيتها تحريرها.. اليس هذا ما فعله الحزب في مقاربته مسألة ترسيم الحدود البحرية؟
كما على الضاحية المساعدة في اصلاح الادارات الرسمية وتطهيرها من الفساد، لا تغطية الفاسدين وانشاء اقتصاد بديل ونظام مصرفي خاص به وترك الحدود سائبة مفتوحة امام التهريب وتصدير البضائع المدعومة والمخدرات والمسلحين الى البلدان العربية الشقيقة والى العالم.
فهل يفعلها حزب الله، ويسلّم سلاحه ويقرّ بأن دوره انتهى، فيدعّم دولته وانجازه ويقهر عدوّه الاول.. ام يبقيه ويثبت ان اولويته كانت ولا تزال مصالح ايران لا لبنان؟!