فيما عبّرت مصادر ديبوماسية اوروبية لـ”الجمهورية” عن قلق بالغ من تدهور الوضع في لبنان، في ظل ما سمّته “تصميم الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على مواجهة بعضهما البعض، ورفضهما للتعاون والتفاهم بينهما”، قالت المصادر: “لسنا متفائلين بإمكان تشكيل حكومة”.
واضافت في اشارة الى عون والحريري من دون ان تسمّيهما، “الواضح ان هناك من يريد ان تزيد المصاعب على اللبنانيين، وهذا امر مستهجن”.
على ان مصادر سياسية وسطية ترى ان الملف الحكومي قد نسف بالكامل، وهذا يعني ادخال البلد في شلل كامل، وفي حال اختناق خطير تحت وطأة الازمات المتفاعلة.
ولفتت المصادر لـ”الجمهورية” الى أنه “يجب ان نعترف ان عون والحريري وصلا الى النقطة التي ثبت فيها ان ليس لديهما اي افق للحل والتفاهم. كلاهما يتحدثان بلغة الالغاء، فعون حسم موقفه من الرئيس المكلف واعتبره عاجزاً عن تشكيل الحكومة ويريد أن يأتي بغيره. صحيح انه لا يقول ذلك بشكل مباشر إنما هو يقوله بالممارسة والاداء، ورسالته الى مجلس النواب لا تحمل سوى هذا المضمون. في المقابل وبدل ان يرد بطريقة مدروسة على رسالة عون، ويظهر مظلوميته، أظهر شراسته وعكسَ ايضا انه لا يريد رئيس الجمهورية. اي انه كان في امكانه ان يطرح ما طرحه بنبرة هادئة لكان حقق ما يريده. فكيف يمكن ان تتشكل حكومة بين شريكين في التأليف أصبحا لدودين في السياسة؟”
واعتبرت المصادر أنّ “ما يجب ان يعلمه الجميع، وقبلهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، هو ان البلد وبكل صراحة ليس ملكاً لهما لكي يبقياه معلقاً بينهما على حبل مشاعرهما الشخصية والكيميا التي بات مؤكدا للجميع بأنها مفقودة بالكامل ولن تركب بينهما على الاطلاق”.