IMLebanon

المنطقة والعالم.. بعد 16حزيران ليس كما قبله!

الى المفاوضات الاميركية – الايرانية غير المباشرة في فيينا، والحوار السعودي – الايراني التي تدور حلقاته في بغداد، سيرصد العالم ، لقاءً عالي الاهمية ستكون له نتائج لافتة على الملفات الدسمة كلّها، اقليمية كانت او دولية، في المرحلة المقبلة، على المديين القريب والبعيد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. واللقاء – الحدث المنتظر، يتمثل في القمّة التي ستجمع للمرة الاولى الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

فقد أعلن البيت الأبيض، امس الثلثاء، أن الرئيس الأميركي ونظيره الروسي، سيلتقيان في مدينة جنيف السويسرية، يوم 16 حزيران المقبل. وكان البيت الأبيض ذكر في بيان سابق، الاثنين، أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عقد مشاورات مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، بشأن العلاقات الأميركية الروسية. وقال إن المسؤولين الروس والأميركيين حددوا يومي 15 و16 من الشهر المقبل كموعد أولي للقمة، الامر الذي تم حسمه لاحقا.

الجدير ذكره، ان الحديث كثر في الاونة الاخيرة عن اجتماع مماثل قد يعقد، وذلك غداة اعلان واشنطن استعدادها لعقد قمة مع موسكو. فكانت مواقف روسية، أبرزها لوزير الخارجية سيرغي لافروف، اشارت الى ان الهوة كبيرة بين الطرفين، لكن ذلك لا يعني ان اللقاء لا يمكن ان يحصل…

هذه القمة ستُعقد في ختام أول رحلة خارجية سيقوم بها الرئيس الاميركي بعد انتخابه، وهي تمتد اسبوعا، حيث سيسافر إلى أوروبا وسيشارك في قمة مجموعة السبع في المملكة المتحدة، ثم سيزور مقر منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل.

جدول القمة سيكون حافلا بحسب المصادر. هي ستتطرق اولا الى العلاقات الثنائية بين القوتين “الاقوى” في العالم. فهي ليست في افضل احوالها، كما اسلفنا. فمنذ دخول بايدن المكتب البيضاوي، سعت الولايات المتحدة للضغط على روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية، وفرضت واشنطن، الأسبوع الماضي، عقوبات على شركات وسفن روسية بسبب عملها في خط أنابيب للغاز الطبيعي في أوروبا… كما ان بايدن لم يتردد في وصف نظيره الروسي بالقاتل على خلفية ملف “نافالني”.

الى تنظيم الخلاف بين الجبّارين، تتابع المصادر، سيناقش الرجلان شؤون وشجون الشرق الاوسط. سيشددان على ان امن اسرائيل اولوية، وسيحاولان التوصل الى خريطة طريق لارساء سلام في المنطقة، عبر احياء الاتفاق النووي من جهة، وتطويق نفوذ ايران وانتشارها العسكري والسياسي في الاقليم، من جهة ثانية، بما يطمئن جيرانها العرب والخليجيين. كما انهما سيبحثان في ما يجب فعله لدفع عملية السلام في الاراضي المحتلة قدما، وفي الخطوات الآيلة الى تسوية سياسية تنهي الاضطرابات التي تشهدها سوريا والعراق واليمن…

واذ توضح ان قضايا ليبيا وكوريا الشمالية وشبه جزيرة القرم، اضافة الى جائحة كورونا وملف “المناخ”، ستكون ايضا حاضرة في النقاشات الثنائية، تلفت المصادر الى ان القمة العتيدة ستكون بلا شك، منطلقا لتبريد الاجواء الملتهبة بين الدولتين، ولتوزيع المهام وتنسيق الجهود في ما بينهما في قابل الايام، لوضع التفاهمات التي سيتوصل اليها اللقاء، حيز التنفيذ. ما بعد 16 حزيران، اقليميا وعالميا، لن يكون كما قبله، تختم المصادر.