Site icon IMLebanon

طاولة حوار… يا سلام

كتب سناء الجاك في نداء الوطن:

آخر بهلوانيات العهد القوي اقتراحٌ من الصهر الميمون مصحوبٌ بالتمني على العمّ الرئيس بتوجيه الدعوة إلى طاولة حوار تجمع كل من تم شتمهم واستجرار عداوتهم، وبشكل رسمي وفق تراتبية احترافية تدحض كل الشائعات التي تلغي المسافات.

يا حلاوة… بعد التشاطر بالرسائل التي تعود إلى مرسلها لعدم جدواها فتضيع ولا يتلقاها الا الهباء، كان لا بد من هذه البهلوانيات، وإن من باب “الحركة بركة” على أساس “ألف قلبة ولا غلبة”.

ولم يفهم صاحب الحركات انه ليس “حرِكاً” بمقدار من يلعب معهم في سيرك القرف الدائر على مستوى أهل المنظومة المتحكمة بمصيرنا.

فطاولة الحوار كانت لعبة ناجحة لمن استطاع تفريغ تحرك “14 آذار” وتطويع قادة أحزابها، واستبدال مؤسسات الدولة بإجتماعات لم يتحقق من مقرراتها بند واحد، وانتهت عام 2006 بإنقلاب على التعهدات وحرب “تموز” الشهيرة وما استجلبته على لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي وإنتصار إلهي، لا نزال نعاني من مفاعيله ان على صعيد الخسائر او على صعيد السيادة التي أصبحت في خبر كان، وتلاها نسف الاستقرار المالي والاقتصادي. وكان يا مكان مما نعرف وتعرفون.

لذا قد يفشل صهر العهد القوي في بيع بضاعته إلى المايسترو الذي يبيع ويشتري ويحرِّك اللاعبين.

المايسترو حصل على ما يريد من طاولات الحوار وصولاً الى طاولة الرئيس السابق ميشال سليمان. حينها اختتم موسم التكاذب بتوصية ذهبية تقضي بنقع مقررات طاولة بعبدا وشرب مائها، بعد أن وافقوا عليها وأصبحت وثيقة في سجلات الأمم المتحدة.

وهو لا يشعر أن عليه الاستثمار في الوقت الضائع ليمرر مشاريع محوره، كما في الماضي. لا حاجة لذلك. فالعهد صنيعته وهو مطواع على الرغم من عمليات التجميل وإبر البوتوكس التي يصر الصهر العزيز على حقن صورته وسيرته بها للتمايز، ليقول ان نيته سليمة وأهدافه سليمة.

لكن هذه البضاعة لا تقدم أي جديد يرغب المحور وأذرعه في الحصول عليه. كفاها المولى بالنسبة إليهم. وصلوا إلى أهدافهم من هذا البلد ولا شيء يتحاورون لتحقيقه.

فكل ما يحصل هو المطلوب، برسائل وطاولات أو من دونها. وعندما يفترض الانتقال أي خطوات خلاقة، يستطيعون اصدار التعليمات للتنفيذ. لا شيء يشغل بالهم حالياً.

اذاً، لم طاولة الحوار؟؟ والى أي حد يهتم المحور وأذرعه بتعويم العهد القوي؟

لعل العكس هو الصحيح. المطلوب أن يغرق هذا العهد أكثر فأكثر مع إبداعات كمثل ما اتحفنا به وزير الخارجية المستقيل والمتنحي شربل وهبة.

وأن يتورط أكثر فأكثر في الدعسات الناقصة، لينكشف ولا يجد إلا طواحين الهواء يتصارع معها، بعدما لم يعد من يهاجمهم يتكبدون عناء الرد والتوضيح. وسيبقى كل ما يملكه وصهره الأقوى هو الإشادة بإنهاء الاحتلال، ووضع حدٍ لزمن العدوان الاسرائيلي وتكريس معادلة الردع، وإلغاء مقولة “قوة لبنان في ضعفه” لتذهب القوة إلى غير رجعة ويبقى الضعف.

أما الاقتراح العبقري والتمني بطاولة حوار يستضيفها قصر بعبدا، فالمرحج أن يبقى صرخة في وادٍ لا يرد عليها أحد.

يا سلام…