كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد إزاء تصاعد وتيرة الهجمات بواسطة طائرات مسيرة على المواقع العسكرية والدبلوماسية الأميركية في العراق.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم السبت، عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين توضيحهم أن الفصائل المسلحة المناهضة للتواجد العسكري الأميركي في العراق تنتقل في بعض الحالات من هجمات صاروخية إلى استخدام طائرات مسيرة صغيرة تحلق على ارتفاعات منخفضة ما يمنع المنظومات الدفاعية من رصدها.
واعترف مسؤول من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بأن هذه الطائرات بدون طيار تمثل حاليا أكبر موضع قلق لقوات التحالف في العراق.
كما أكد مسؤولون مطلعون للصحيفة أن غارة نفذت بواسطة طائرة مسيرة استهدفت في نيسان حظيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) في مطار أربيل، وأوضح المسؤول من التحالف أن المنظومة الدفاعية كانت تراقب هذه الطائرة قبل أن تقترب بمسافة عشرة أميال من المطار، لكنها اختفت لاحقا من الرادارات من خلال تغيير مسار التحليق.
وأفاد مسؤول آخر من التحالف بالعثور على أجزاء من حطام الطائرة التي نفذت الغارة، ورجحت التحاليل الأولية إلى أنها إيرانية الصنع. وقال المسؤولون إن هذا الهجوم، على الرغم من عدم وقوع إصابات بشرية جراءه، استدعى قلقا بالغا لدى البيت الأبيض والبنتاغون.
وأوضح مسؤولون غربيون للصحيفة أن مشاورات دامت ليلة أعقبت تلك الغارة لتحديد كيفية الرد عليها، حيث دعا بعض المسؤولين الأميركيين، منهم منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بريت ماكغورك، إلى النظر في إمكانية اتخاذ خطوات عسكرية، لكن إدارة الرئيس جو بايدن قررت في نهاية المطاف الامتناع عن اللجوء إلى هذا الخيار.
وأشارت إلى أن الهجوم الآخر بطائرة مسيرة الذي استهدف في أيار قاعدة عين الأسد استدعى مخاوف مماثلة لدى قيادات التحالف بخصوص تغيير الفصائل الموالية لإيران أساليبها التكتيكية.
ونقلت الصحيفة عن أحد العسكريين العراقيين المنتشرين في القاعدة قوله: “الأضرار لم تكن كبيرة لكن التحالف كان منزعجا جدا، وقالوا لقياداتنا إنه تصعيد كبير”.
ولفتت الصحيفة الى أنّ المسؤولين الأميركيين يتخوفون من أن غياب دفاعات فعالة ضد الطائرات المسيرة يزيد من فرص وقوع جولة تصعيد جديدة في العراق.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض أعلن في نيسان الماضي عن إنشائه مجموعة عمل مشتركة مع إسرائيل للتعامل مع “الخطر المتزايد للطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة التي تنتجها إيران وتزود بها وكلاءها في الشرق الأوسط”.