Site icon IMLebanon

الوداع الأخير للفنان حسام الصباح في النبطية

ودّعت مدينة النبطية والجنوب الفنان والمخرج السينمائي حسام الصباح، الذي وافته المنية متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء حادث سير وقع منذ أيام على طريق مصيلح- النبطية.

ونقل جثمان الراحل من منزله في مدينة النبطية الى النادي الحسيني، حيث أقيم مأتم شارك فيه ممثل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال مستشاره الدكتور ناصيف نعمه، النائبان ياسين جابر وعلي بزي، عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” خليل حمدان، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، ممثل هيئة دعم المقاومة أحمد زين الدين، النقابي علي محي الدين، نائب رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية سعد الزين، الفنانون نعمه بدوي، أحمد الزين، رفيق علي أحمد، مشهور مصطفى وحسين شكرون وشخصيات وفاعليات.

وأم إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الصلاة على الجثمان.

وألقى نعمه كلمة قال فيها: “لقد كلفني وزير الثقافة عباس مرتضى تمثيله في مأتم الفنان الوطني حسام الصباح، الذي له حضور في ذاكرتنا وتاريخنا العاملي والحسيني على مستوى مدينة النبطية وعلى مستوى العالم العربي، هذه الثروة يفترض أن نحييها في كل الشعائر التي نقيمها، ولذلك نحن اليوم نفتقد الى هؤلاء المبدعين الذين يفترض أن نحتفظ بما قدموه لهذا الوطن، وسنخرج من هذه الأزمة ومن هذه المحن وسنكرم هؤلاء كما كرمناهم في حياتهم وبوجودهم معنا وسنكرمهم أيضا برحيلهم، لكي تبقى ذكراهم في الوجدان الوطني وفي الوجدان العاملي وفي كل حاضرتنا وثقافتنا”.

وكانت كلمة للنائب جابر، تقدم فيها بالتعازي من عائلة الفقيد ومن أهل النبطية ومن كل لبناني “فالراحل لم يكن للنبطية فقط، بل كان مبدعا وفنانا لكل لبنان، ورحيله خسارة كبيرة في عز عطائه وتألقه في تقديم الأعمال الفنية، ولكن هكذا شاءت الأقدار، لقد كان محبا دائما لكل الناس وفنانا مثقفا، رحمة الله عليه ومثواه الجنة”.

بدوره قال بزي: “الراحل الصديق العزيز الأخ حسام الصباح هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة أهل الجنوب في ما يتعلق بالصدق والشرف والكرامة والعزة والحرف الأنيق والصوت الجميل، وهذا البيدر بيدر مدينة النبطية يعرفه جيدا لحسام الصباح في أيام عاشوراء، ولقد كان صوته يمتد من كربلاء حتى آخر حبة تراب كان يتوضأ بها أهل الجنوب”.

وأضاف: “حسام الصباح عاش حياة مليئة بالطهارة والنظافة ومليئة بالأخلاق والقيم العالية، هو من النبطية التي تعتبر أحد أهم حواضر جبل عامل، ولا شك أن حسام الصباح تعلم من هذه المدينة ومن ذاكرتها ومن أهلها ومن بيوتها الرصانة وحس الإنتماء، وايضا تعرفه المسارح والشاشات وكل الأقطار العربية بالأدوار المميزة التي قام بها وخصوصا الأدوار التي كان لها علاقة بالمقاومة وبمناهضة الاحتلال، من أيام فيلم معركة الى زمن الأوغاد، لقيامة البنادق وللغالبون ولناجي العلي، وآخرها كان في شهر رمضان مسلسل عشرين عشرين، ونحن نعتبر ايضا اننا خسرنا بحسام الصباح جزءا من ذاكرتنا ومن هويتنا وتاريخنا ومن هذه المنظومة الثقافية الفنية التي لم تكن منظومة عبث بل كانت منظومة ملتزمة قضايا الناس وقضايا الوطن وقضايا شعبه، وهذه هي القضايا التي التزم بها حسام الصباح”.

من جهته، اعتبر حمدان أن رحيل الفنان الصباح “خسارة لا تعوض في الساحتين الفنية والثقافية في لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص، وهو في طليعة الذين نذروا انفسهم وفنهم وعطاءاتهم الابداعية لخدمة قضايا الوطن والارض والانسان”.

بعد ذلك ووري جثمان الراحل في الثرى في روضة الصالحين في النبطية.