في الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال المهندس الشهيد رمزي عيراني، أقامت عائلته ورفاقه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه في حديقة دير سيدة الأيقونة العجائبية للاباء اللعازريين – الاشرفية بحضور العائلة والاصدقاء والرفاق الذين تقدمهم الامين المساعد لشؤون المصالح في حزب “القوات اللبنانية” المهندس نبيل أبو جودة والامين المساعد لشؤون الادارة في الحزب المهندس وليد هيدموس ومنسق منطقة بيروت الدكتور سعيد حديفة.
ترأس الذبيحة الالهية الاب اللعازري رمزي جريج حيث شدّد في عظته على دور المسيحيين ان يكونوا أبعد من جماعة موازية للجماعات الاخرى بل ان يكونوا رسلا لنور وكنز المسيح وان ينقلوه للجميع. أردف: “رسالتنا أن نحمل سلاماً لا كما يعطيه العالم، منبعه ليس الظروف الخارجية بل من قلب الانسان جراء علاقته بيسوع المسيح. فكي يبقى لدي أمل بهذا البلد ولا أهاجره رغم الظروف الصعبة ككثر من الناس حين يكون الوضع السياسي والمالي والاقتصادي منهاراً، لا يمكن ان اقدم على ذلك إلا إذا كان لدي رجاء يسوع”.
ومما جاء أيضاً في عظة جريج: “رمزي عيراني حلقة من حلقات الظلم والالم والموت في تاريخنا. الموت الذي يأتي من السلام الكاذب الذي يعطينا اياه العالم. هو سلام قام على المساومات والغاء الآخر وهو سلام القبور لا سلام الحب الذي علمنا اياه المسيح”.
وختم جريج: “اشهد بعلاقتي مع عائلة رمزي كم كان يسوع نورها في الظلمات والصعاب ولم يقتصر الامر على استشهاد رمزي بل فقدت العائلة والدة زوجته جيسي التي كانت إحدى ضحايا انفجار 4 آب. فلنجعل لقاءنا اليوم مناسبة للعودة لسلام يسوع المسيح الذي هو اقوى من كل اشكال الحرب او الظلم او الاضطراب او البغض والاحباط، فنكون منارة نحمل هذا السلام للاخرين”.
كما تخلل القداس نوايا تلاها اهل ورفاق رمزي ومن بينهم نجله جاد الذي قال: “كم هو صعب أن نكفر بوطن دفع ثمنه الاف الشهداء ونغادر ارضاً ارتوى ترابها باللون الاحمر. كم هو صعب ان نبحث عن وطن بديل ونترك الارض التي ناضل اهلنا ومن سبقونا في سبيلها وقدموا اغلى ما لديهم ليحافظوا على الكرامة ويبنوا المستقبل. كم يصعب علي انا جاد رمزي عيراني ان افكّر بمغادرة وطن استشهد من اجله والدي وكثر كي يبقى وطن الحرية والسيادة والاستقلال”.
وتوجّه جاد لوالده بالقول: “رمزي عيراني … انا اعتذر ان يغلبني الضعف في اوقات عدة ويهزمني الخوف ويدفعني اليأس الى التفكير بترك أرض إرتوت بدمائك وأتناسى حلمك وحلم رفاقك وأبحث عن حلم جديد في وطن جديد وأرض غريبة. والدي الحبيب، هذه المرة لن أصلي لك بل أطلب منك الصلاة معنا للرب كي ينقذ وطننا من محنته التي وصل اليها بممارسات ووعي مسؤوليه وحكامه الذين باعوه بـ 30 من الفضة”.
ختم جاد عيراني: “نصلي معاً كي يسلّحنا الرب يسوع بالايمان ويزرع فينا الرجاء فلا يغلبنا اليأس وكي يعطينا الحكمة لنكمل مسيرتكم. نصلي كي يزيدنا تشبثاً وتجذّراً بالارض ونكرّر معك رمزي قولك: الارض ارضنا ولنا في كل زاوية منها جزءاً منا. فساعدنا يا رب كي نصونها ونحافظ عليها لنستحق الارث الكبير الذي تركتموه لنا”.