اعتبر رئيس حزب “الكتائب” النائب المستقيل سامي الجميل أن “كل من وصل له التقرير يجب أن يتحمّل مسؤولية انفجار مرفأ بيروت، لأنه لم يقم بشيء، فرئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان يعلم يتحمّل مسؤولية، كذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي لم يتخذ أي تدابير”: وقال: “لا أمل لدينا بالوصول إلى نتائج، فالقضاء مُسيّس كـ’المسخرة’ التي رأيناها منذ أسبوعين من أنصار القضاة الذين يرافقونهم، كما يقال إنّ الكمية التي انفجرت اقل من الموجودة فأين ذهبت الكمية المتبقية؟ وهناك أسئلة لا إجابات عنها يتحمل المعنيون مسؤولية سياسية عنها”.
وأضاف، في حديث لـ”الجديد”: “كرّسوا منطق الدولة الحزبية لأنهم يتلطون خلف الطوائف خدمة لمصالحهم لاسيما المنظومة التي قامت بالتسوية التي حققت مصالح أحزابها على حساب الطائفة. الشعب اكتشف الكذبة وأنا مُقتنع بأنّ المنظومة تحتاج إلى تغيير والمحاسبة آتية في الانتخابات. فهل هناك طائفة اليوم أبناؤها مرتاحون؟ عُرض علينا ان ندعم عون ونحصل على وزارات ومحاصصة ورفضنا”.
ودعا إلى “توحيد صفوف المعارضة لتقديم بديل شريك بمسيرة النهوض وإعادة بناء لبنان. هذه التركيبة عقيمة وحكومة المحاصصة لن تنقذ البلد والخيار الأخير التغيير من خلال الانتخابات، ومسؤوليتنا تقديم بديل جدي عن المنظومة الحالية ونتعالى عن كل ما يفرقنا”.
وأردف: “اعتبر أنّ الانتخابات الماضية حملت وعودًا ومصالحة مسيحية وتبيّن أنّ الوعود كانت كاذبة، وعلى اللبنانيين بشكل عام اتخاذ قرار عمّا إذا كانت التجربة مع هذه المنظومة أعطتهم مرادهم أم لا؟”، لافتًا إلى أن “الشعب يطمح إلى منطق لبنان السيّد المُتحرّر من كل رواسب الماضي والطريقة القديمة والمحاصصة ونريد دولة تحافظ على التنوّع والتعدّدية عبر خطوات واضحة منها اللامركزية ومجلس شيوخ وكسر الحواجز مع الناس وأنا مع إلغاء الطائفية السياسية تدريجيًا بعد طمأنة”.
وشدد على أن “مجلس النواب الجديد الذي نأمل أن يُنتج تمثيلًا أكثر عدالة حتى في ظل القانون الحالي، يفتتح ورشة داخله بحيث نضع كل الهواجس على الطاولة، ونعقد مؤتمر بيروت واحد ولا نخرج منه إلّا بحلول جذرية”، مؤكدًا أن “في البلد رأي عام عريض يشكّل الأكثرية وبعد 17 تشرين تكوّنت مجموعات شبابية كفوءة أعضاؤها يتفاعلون مع بعضهم البعض. في هذه التركيبة خرق للأحزاب والجزء أكبر لديهم نية حسنة وهم نواب مستقيلون ومجموعات مستقلة”.
وكشف عن أن “الأفكار اقتربت في ظل سعاة الخير ونحن ندفع في هذا الاتجاه، هدفنا توحيد المعارضة والمواجهة، لا عقدة الأنا لديّ لأن مصلحة البلد فوق كل اعتبار. ويجب تحقيق المصالحة التي لم تحصل منذ انتهاء الحرب، نحتاج الى مؤتمر مصالحة ومصارحة وبالنسبة لي الطائف كان خطوة ناقصة وترقيعة لإيقاف الحرب إذ إن الجرح لم يلتئم”.
وعن الملف الحكومي، قال: “أنا لست مع تدخل السياسيين في تشكيل الحكومة، أنا مع حكومة مستقلة بالكامل. إذا لم يُشكّلوا حكومة مستقلّة، ولم يتمكنوا من تشكيل حكومة فليستقيلوا من المجلس ونعيد القرار للناس”.
وأضاف: “الحريري لن يقدر على الحلّ لأن المحاصصة ستكون سيّدة المواقف، إمّا حكومة محاصصة أو حكومة مستقلة والأولى لن تأتي بالأموال والحلول. الحل برأيي بتكليف رئيس حكومة مستقل وإعطائه ضوءًا أخضر لتشكيل حكومة مستقلة مع مهمة محدّدة، واعتبر نواف سلام إنسانًا لديه علاقات جيدة ويحظى بثقة الشارع ولا يشكّل تحديًا. نواف سلام برهن عن نجاح في إدارته مجلس الأمن باسم دولة لبنان عندما لم يكن هناك رئيس جمهورية وحكومة وهو محترم من قبل الأكثرية وقادر على تحقيق نسبة من الإجماع. وبرأيي انّ الحريري إما سيخضع لشروطهم أو لن يتمكّن من التأليف ولن ينجح بمهمته وسيعرقلونه”.
وتابع: “يرتكبون جريمة بتأخير تشكيل الحكومة ومع كل يوم تأخير الجريمة تكبر. طبخاتهم الفاشلة اعتدنا عليها، والنتيجة كانت سيّئة في كل مرة فما الذي سيتبدّل اليوم؟ ما داموا حريصين على البلد لماذا لا يستقيلوا من مجلس النواب؟. أنا لست مع تدخل السياسيين في تشكيل الحكومة، أنا مع حكومة مستقلة بالكامل”.
ورأى أن “الخطر على المسيحيين “منّن وفيّن”، ولم يُدَمَّر المسيحيون يومًا بقدر ما هو حاصل اليوم وثمة مسؤولية وطنية بإنقاذ البلد ولنر ما اذا كان المسيحيون راضيين عن الثنائي المسيحي الذي أخذ ثقة الشعب في الانتخابات الأخيرة”.
وأردف: “من التقوا الوزير الفرنسي جان إيف لودريان كانوا على تواصل، كذلك هناك مجموعات لم تكن موجودة في لقاء وزير الخارجية الفرنسي ونحن على تواصل مستمر وإيجابي، وعندما نصل الى نتيجة ستُعلن وهناك محاولات لتوتير البلد لضرب المنطق التغييري خارج إطار أحزاب المنظومة. فرنسا همّها إنقاذ البلد وهي كأي دولة ستتعاطى مع الموجود ولكن عندما وصلت إلى حائط مسدود بدأت بالبحث عن البديل وهدف الجلسة مع لودريان التعارف”.
وعن الانتخابات السورية وحادثتي الحمرا ونهر الكلب، قال الجميل: “فجأة خرج شبح القومي السوري واللاجئين السوريين والفلسطينيين، وسنرى الكثير من هذه المحاولات في المرحلة المقبلة لإعادة الناس الى الهاجس الوجودي وطلب الحماية من المنظومة”.
وعن الانتخابات المقبلة، قال: “مرتاحون مع الناس كحزب وكمعارضة ولم نكن شركاء بتدمير البلد وتسليم قراره وقد عارضنا التركيبة التي أوصلتنا إلى هنا، والناس أدركت أنّنا كنّا مُحقّين في كل ما قلناه واكتشفت فظاعة الكذب. لا يمكن لأحد تقدير ما سيحصل في الانتخابات لاسيما لناحية حجم المعارضة النيابي، سنقوم بواجبنا ونترك القرار للناس من دون بروباغندا لأنها تؤدي إلى اليأس لدى المواطن، والناس ستقول كلمتها وستغيّر، الانتخابات النيابية سيكون لها التأثير الأكبر على المعركة الرئاسية في مرحلة مقبلة”.
واعتبر أن “حسنًا فعلت فرنسا باستقبال قائد الجيش جوزيف عون الذي تمكّن من الحفاظ على المؤسسة الوحيدة التي تجمع البلد، وتحية للجيش اللبناني الذي ألقى القبض في 48 ساعة على المعتدين على بيت الكتائب في طرابلس. طبيعي أن تستقبل فرنسا الحريصة على الاستقرار قائد الجيش وأحد لم يضع الخطوة بتهيئة العماد عون للرئاسة، فالجيش هو الضامن للمسار الديمقراطي وإنتاج السلطة”.
وقال: “في قيادة حزب الله ارتباط عضوي بإيران وحسابات القيادة تجر حزب الله ليكون عدوًا لجزء من اللبنانيين ويموت في بلاد غريبة”.
واضاف: “خرائط الجيش ما قبل الـ2000 لم تتضمن مزارع شبعا ولكن بعد تحرير الـ2000 سحبت هذه الخرائط واستبدلت بخرائط اخرى لتبرير استمرارية المقاومة والسلاح. إن لم يتحرر لبنان فيجب إلغاء عيد المقاومة والتحرير وانا مع ان يكون 26 نيسان عيدا أيضا وهناك إقرار سوري حصل منذ شهر ان مزارع شبعا سورية ومتنازع على لبنانيتها وبحاجة لتقوم الدولة حليفة النظام السوري بالتفاوض لإقرار هوية الارض وليعطنا النظام صك الملكية ونعطي حجة لتحريرها”.
وختم: “أدعو المجموعات المستقلة لأن نضع الأنا والصغائر جانبًا كي نلتقي ونتوحّد لنسترد قوّتنا ونردّ للبنانيين تمثيلهم في مجلس النواب، وأدعو اللبنانيين إلى الصمود، لدينا سنة مصيرية والمطلوب منا البقاء في لبنان وبذل الجهد لتوحيد القوى التغييرية والسيادية والمعارضة لتقديم بديل جدّي”.