في الوقت الذي يحتفل فيه الإعلام الرسمي السوري بـ”انتصار” بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية التي أجريت مؤخرًا، سجلت عملة البلاد (الليرة) “تدهورا ملحوظا” في قيمتها أمام العملات الأجنبية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبثت القنوات الفضائية التابعة لنظام الأسد أناشيد وأغان حماسية تتحدث عن “النصر” الانتخابي، وعن “ولاء الناس لحزبهم وقائدهم”، في الوقت الذي يستمر فيه الاقتصاد السوري بالتدهور ما يزيد من معاناة المواطنين اليومية.
وقال المرصد السوري إن الدولار الأميركي وصل إلى 3220 ليرة، فيما ارتفعت قيمة اليورو إلى 3921 ليرة، و371 أمام الليرة التركية، فيما بلغ سعر غرام الذهب الواحد من عيار 21 / 175 ألف ليرة سورية.
وتسبب هبوط سعر الليرة السورية أمام العملات الأجنبية بارتفاع أسعار المواد المستوردة في الأسواق.
وسجلت مواقع سورية معارضة ارتفاع أسعار حليب الأطفال بنسب تتراوح بين “50-100 بالمئة”. كما أن أسعار اللحوم المستوردة والملابس والنقل والمحروقات قد سجلت ارتفاعا كبيرا في البلاد.
وحتى في المناطق خارج سيطرة النظام، أدى انخفاض سعر الليرة إلى ارتفاع في أسعار المحروقات، ما فاقم من معاناة المواطنين الذين يحاولون الحصول على المعلومات التي تعتبر أسياسية.
وبيما يحتفل إعلام النظام السوري بإعلان “انتصار” بشار الأسد في الانتخابات، إلا أن المجتمع الدولي يعتبرها “صورية” و”غير نزيهة”، إذ قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إن مثل هذه الانتخابات “لن تكون حرة ولا عادلة”.
واعتبر الإعلام السوري الموالي للنظام أن “انتصار الأسد في الانتخابات هو انتصار على الامبريالية والاستعمار”.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن “فرق حزب البعث السوري كانت تحمل الناس على المشاركة الواسعة في الانتخابات”.
ونقل المرصد عن سوريين في مناطق سيطرة النظام قولهم إن “الانتخابات هي مجرد مسرحية”، فيما تظاهر سوريون من المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد احتجاجا على الانتخابات “فاقدة الشرعية”.
وبحسب المرصد فإن نحو خمسة ملايين فقط شاركوا في الانتخابات من أصل “17 مليونا يحق لهم الانتخاب في داخل سوريا وخارجها”، في معارضة لإحصائيات دمشق التي تحدثت عن مشاركة 14 مليونا في مناطق النظام لوحدها.
ورصد مرصد حقوق الإنسان “مخالفات” تمثلت في عدم وجود نظام حاسوبي يجمع المراكز الانتخابية”، و”تصويت عبر الهاتف” و”تصويت جماعي يقوم به مديرو المراكز الانتخابية”.