كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
يعيش الناس من حولنا اليوم في مجتمع رقمي بامتياز، ويتبادلون الكثير من البيانات يومياً من دون إدراك أهميتها.
إنّ التراسل عن طريق البريد الإلكتروني ونشر الصور على شبكات التواصل الإجتماعي وإجراء المعاملات المالية على الانترنت، جميعها من الأنشطة التي يمارسها المستخدمون في الفضاء الرقمي بقصد تبادل البيانات، سواء كان ذلك يتمثّل في مشاركة صورة ما أو رقم لإحدى بطاقات الائتمان.
تصرف خاطئ
يقوم أغلب المستخدمين بتبادل البيانات الشخصية نظير الحصول على خدمات مريحة وملائمة، وذلك يعدّ تصرفاً شائعاً في أوساط المستخدمين. فالأفراد يحتفظون بمعلوماتهم على شبكات التواصل الإجتماعي أو تطبيقات طلب سيارات الأجرة أو تطبيقات طلب الطعام وغيرها. لكنّ الجوانب التي يخفق المستهلكون في إدراكها هي عدم معرفة القيمة الحقيقية لبياناتهم الشخصية وإهمالهم لها وعدم إحاطتها بالحماية الأمنية اللازمة. ولسوء الحظ، لا يدرك معظمهم قيمة بياناتهم إلا بعد تعرضها لإحدى هجمات الفدية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يقوم المستخدمون بالضغط على خيار الإعجاب على مواقع التواصل الإجتماعي، فإن ذلك يتيح مجالاً لاستخدام إعلانات مستهدفة وملائمة تناسبهم، في حين تستخدم عناوين البريد الإلكتروني كمقابل لدخول شبكات «Wi-Fi» العامة وغير ذلك.
كشف البيانات عشوائياً
في السياق عينه، يمكن تعريض البيانات للخطر من خلال استخدام شبكات الإتصال بالإنترنت واي فاي العامة، أو من خلال تسجيل المعلومات على المواقع الإلكترونية بطريقة عشوائية من دون معرفة شروط استخدامها. فمن منّا لا يدخل إسمه وعنوانه وهواياته للتسجيل في خدمات على الإنترنت أو للدخول إلى منصات التسوق أو غيرها من الخدمات الإلكترونية. وهذه المعلومات التي تم إدخالها تبقى عند مشغلي المواقع، بحيث يمكنهم بيعها من دون علم المستخدم لطرف ثالث من دون معرفة الهدف النهائي من الحصول عليها.
حماية المعلومات
لا تقتصر عملية حماية المعلومات على وضع رقم سري للهاتف، بل الأهم هو عدم إعطائها إرادياً من المستخدم نفسه عند التسجيل في خدمات على الإنترنت، خاصة إذا كانت من مواقع غير موثوقة. وهنا لا بد من أن يكون عند المستخدم الوعي الكافي لتجنّب القيام بذلك. والأمر نفسه ينطبق على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يتم التعامل مع البيانات بطريقة أقل ما يقال فيها إنها غير آمنة، عبر نشر البعض لصور ومعلومات تكشف حياتهم بشكل كامل.