في خطوة مفاجئة، اعلن قداسة البابا فرنسيس في عظة الاحد امس، أنّه سيلتقي ممثلين عن القادة الروحيين المسيحيين اللبنانيين في الأول من تموز المقبل، لمناقشة الوضع المقلق في لبنان. وقال إنّ هذا اللقاء سيكون «لقضاء يوم من التأمل في وضع البلد المقلق، والصلاة معا من أجل هبة السلام والاستقرار».
وخلال صلاة الأحد، حضّ البابا المؤمنين على «أداء صلوات تضامنية ترافق التحضير لهذه المناسبة، للدفع في اتجاه مستقبل أكثر سلامًا لهذا البلد الحبيب».
وعلمت «الجمهورية» من مصادر واسعة الاطلاع، انّ البطاركة المسيحيين في لبنان تلقّوا منذ اسبوعين تقريبًا مضمون الدعوة التي نقلتها السفارة البابوية الى بكركي والقادة الروحيين المعنيين بالشأن اللبناني من دون بقية مسيحيي المنطقة.
ولفتت المصادر، الى انّ البطريرك الراعي سبق له ان اطلع البابا فرنسيس قبيل استقباله الحريري في الفاتيكان خلال الثلث الأخير من نيسان الماضي، على حجم القلق لدى القيادات الروحية وبقية الطوائف والمذاهب اللبنانية مما يمكن ان تؤول اليه الازمة التي يعيشها لبنان، وانّهم يعانون من تقصير أهل السلطة في إدارة شؤونهم الداخلية، بفعل الأزمة السياسية والفشل في مواجهة اي من الأزمات التي يعانيها اللبنانيون، والتي تفاقمت في عقب بدايات الازمة المالية والنقدية، والتي زادت منها جائحة كورونا قبل ان يأتي انفجار المرفأ في 4 آب الماضي ليزيد من المأساة التي أصابت اللبنانيين.
وفي المعلومات ايضًا، انّ البابا ابدى في عدد من الرسائل الى البطريركية المارونية، وكذلك في ما أبلغه الى الحريري، وفي الرسالة التي وجّهها الى رئيس الجمهورية، تعاطفه مع اللبنانيين، مؤكّداً النية للقيام بأي نشاط او موقف يساعد اللبنانيين جميعًا، وليس المسيحيين فقط، على الخروج من المأزق، وخصوصًا انّه لم يوفّر مناسبة دولية إلّا واثار فيها معاناة الشعب اللبناني وحضّ العديد من الدول على تقديم العون لهم، في ضوء ما خلّفه الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت من نكبات اصابت آلاف العائلات المسيحية وغير المسيحية في العاصمة.
وحتى مساء امس، كان جميع البطاركة قد اكّدوا حضورهم اللقاء الذي دعا اليه البابا، وسيكون موضع بحث على طاولة قمة روحية ستعقد في بكركي استعدادًا ليوم الصلاة المخصص للبنان.