Site icon IMLebanon

لا حكومة قريبًا… استقالة النواب جماعيًا “آخر الكي”

من لحظة خروج الرئيس المكلف سعد الحريري من عين التينة بدأ التلاعب في بورصة الترجيحات حول الأجواء التي طغت على طبيعة اللقاء مع الرئيس نبيه بري. حكومة أو لا حكومة؟ أجواء إيجابية أم نارية؟ ذاهبون إلى ما بعد جهنم أو “صارت في المكيول؟”. البعض فسر صمت الحريري بالإيجابي. إلا أن اللقاء مع رؤساء الحكومات السابقين مساء أطفأ الإشارات على تقاطعات الملف الحكومي واستمرت بعد لقاء البياضة الذي جمع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لامين عام حزب الله حسين الخليل والحاج وفيق صفا  مع النائب جبران باسيل في دارة الأخير .

مصادر سياسية معارضة أكدت لـ”المركزية” أن الكلام عن وجود أجواء إيجابية في مسألة تشكيل الحكومة غير دقيق “حتى الضبابية غير واردة لأننا لا نزال في مربع المراوحة وكل طرف متمسك بطروحاته ويرفض التنازل لا سيما في نقطة منح باسيل الثقة للحكومة أو عدمها وتسمية الوزيرين المسيحيين. أما الكلام عن استقالة نواب كتلة المستقبل الذي ألمح إليه اليوم مرجع مقرب من الحريري فهو بمثابة ورقة ضغط للتفاوض لأن الحريري متمسك بالتكليف لكنه لن يصل إلى أي افق”.

خارجيا تؤكد المصادر أنه بات من الواضح أن المملكة العربية السعودية لن تدعم حكومة يرأسها سعد الحريري مما يؤكد على عمق الهوة والخلاف بين الطرفين. وفي ما يتعلق بالدور السوري اعتبرت أن فوز بشار الأسد ورهان البعض على استعادة نفوذه في لبنان ساقط لأن الحوار السوري السعودي لا يتطرق إلى الشان اللبناني وجل ما يدور بينهما محوره قضايا الإرهاب وأخرى أمنية”.

داخليا تضيف المصادر أن الحريري لم يعد يملك سوى التكليف ولم يعد لديه ما يقدمه لأي طرف. حتى إمكانية الحصول على مساعدات من الخارج باتت ضئيلة بعد فشل المبادرة الفرنسية وإقفال أبواب المملكة السعودية في وجهه. فهل يكون الإعتذار مخرجا؟

تقول المصادر أن تمسك الحريري بالتكليف بات من باب المكايدة طالما أن الظروف لم تتغير، والرئيس ميشال عون لن يستقيل. هذا إذا سلمنا أن قرار عودة الحريري عن التكليف مرتبط باستقالة عون. والحل الوحيد يكمن في خروجه من متراس الحكومة… و”ليحكم حزب الله ويتحمل مسؤولية الفشل والإنهيار على كل الأصعدة”.

مخرج وحيد برز في الساعات الماضية تمثل في تشكيل حكومة إنتخابات مما يعني تحولا في إسم الرئيس المكلف. لكن بالنسبة إلى المعارضة السياسية ” فإن الكلام عن حكومة إنتخابات يعني الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة  واستقالة جماعية من مجلس النواب”.  وتختم المصادر” أيا تكن الصفة التي ستحملها الحكومة العتيدة، ستبقى من دون جدوى إذا كانت عاجزة عن تأمين مساعدات من البنك الدولي وهذا ما يؤكد أن لا حكومة أقله في المدى المنظور”.

أوساط نواب تكتل لبنان القوي تحفظت عن الكلام في انتظار انتهاء اجتماع التكتل عصرا وترقب مضمون الكلمة التي سيلقيها رئيسه النائب جبران باسيل في الخامسة، وستتضمن موقفا من الحكومة. مع ذلك يتمسك نواب التكتل بالإيجابية “وإلا رايحين على مطرح صعب كتير”. وحول التضارب في المواقف الذي برز في الساعات الأخيرة عقب لقاء الحريري وبري وكذلك مع رؤساء الحكومات السابقين، أوضحت مصادره “ان التناقض من جهة واحدة ليس إلا لتحميل جهة معينة الفشل الحاصل على مستوى عقدة التشكيل”.  ولفتت إلى أن استقالة نواب التكتل مطروحة “كآخر الكي” وليست خيارا، لكنها لن تحصل بين ليلة وضحاها  وقبل التشاور مع باقي الكتل النيابية”.

“واضح أن المحركات التي أدارها الرئيس بري انطفأت بعد خروج الحريري من عين التينة لأنه أثبت أنه لا يريد تشكيل حكومة بعدما وافقت الأطراف السياسية كافة على حكومة 24 وزيرا. وإذا كانت العقدة متوقفة على الوزيرين المسيحيين فليتقدم بطرح إلى الرئيس عون ليصار إلى مناقشته. أما أن يستمر في التمسك بالتكليف ويمضي الوقت خارج البلاد فهذا لا يمكن تفسيره إلا بمقولة”علي وعلى أعدائي” تختم مصادر نواب تكتل لبنان القوي.