أكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أنه “يجب أن نبدأ من مكان ما”، مشدداً على ان “الوضع صعب جدا، ولكن كلما بكرنا في الوقت كان الوقت أقصر، أما الآن إذا أخدت وقتا أطول وأصبح البلد تحت الأرض، سنحتاج إلى وقت طويل لإرجاع البلد”.
وعن المسؤول عن حريق مكتب الكتائب في طرابلس وعن اذا كان هناك من يحاول إشعال الفتنة بين الكتائب وأهل طرابلس خصوصاً، قال الجميل في حديث لـ”المجلة”: “لا أعلم من هو، لكنه سخيف، توجد ثقة متبادلة وعلاقات متبادلة بين الكتائب وأهل طرابلس، كما نشعر بالراحة لتواجدنا في طرابلس وممارسة أعمالنا هناك، لا أعلم”، لافتاً الى أننا “نؤمن أن مشروع الكتائب اليوم هو مشروع لجميع اللبنانيين، ونريد العمل على جميع المناطق اللبنانية الذين يملكون ذات الفكر، بمعزل عن الطائفة وتاريخهم الذي مضى”.
وأضاف الجميل: “نحاول لو لمرة أن نقدم مشروعا ورؤية لجميع اللبنانيين ليستطيعوا مواكبة مشروعنا، ولكن يوجد أشخاص لا يريدون أن يجتمع اللبنانيون، ولكن كلما تقرب اللبنانيون من بعضهم تكون هناك ردة فعل، والنظام السوري لديه تجربة في هذا الموضوع فهو يكره أن يرى الشعب مجتمعا مع بعضه، تماماَ مثل مشهدية 14 آذار، و17 تشرين، هو يكره هذه المشهدية، ويكره أن يرى المجتمع اللبناني يحاول بناء دولته، فهم يحبون أن يبقى لبنان والشعب مقسما ومتوتراً”.
وعن اذا كان يحاول أن يكون زعيما شعبويا لكسب الجماهير ولشد العصب وتعاطف الناس في الانتخابات النيابية المقبلة وعن تغيير اسم الحزب، اجاب رئيس حزب الكتائب: “أريد أن أوضح بعض النقاط، أولاً نحن لم نغير اسم الحزب بل طورناه، حزب الكتائب معروف بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، ولكن للأسف تعريف الحزب الديمقراطي الاجتماعي لم يكن بارزاً، وما فعلناه هو إبرازه وترجمته للغة الإنجليزية والفرنسية، لأننا اليوم ننتشر خارجاً بكثرة، وعندما نريد تقديم أنفسنا في الخارج يهمنا أن نقدم أنفسنا انطلاقا من هذه التسمية، ليفهمها من في الخارج، يهمنا أن نعرفهم عن الحزب بطريقة يفهمها الغرب حين نقول الحزب الديمقراطي الاجتماعي، فنحن لم نغير اسم حزب فقط، حدثنا اسم الحزب كما نحدثه على جميع المستويات”.
أما فيما يتعلق بكسب الجماهير، فقال: “يجب أن ننتبه لكلمة “شعبوي” فهناك فرق كبير بينها وبين كلمة “شعبي”، فأنا أعتبر أن الإنسان من الضروري أي يكون قريبا من الناس، أن يكون شعبيا، أما “شعبوي” فهو “يضحك على الناس”،لذلك لا أحب استخدام كلمة “شعبوي” لأنها سلبية.
وعن سبب عدم استمرار الثورة حتى اليوم، قال الجميل: “لا توجد ثورة في العالم تستمر لمدة طويلة، الثورة لحظة. في مصر استطاعوا أن يغيروا لأن لديهم دكتاتوراً واحداً! أما نحن فلدينا ستة. نحاول عزل أحدهم ليبقى أحد آخر”.
وتابع: “ستة أشخاص إزالتهم أصعب بكثير في مجتمع مفكك مثل لبنان، هذه هي المفارقة بين لبنان ومصر. صحيح أنه لم يبق أحد في الشارع الآن لكنهم لم يختلفوا، ولكن بالطبع في الانتخابات لم يصوتوا للأشخاص الذين تظاهروا ضدهم، سيتم التصويت للمعارضة، نحن حتماً نريد التغيير ولكن المشكلة من الآن حتى تأتي الانتخابات يجب أن لا ينهار البلد، هو حالياً منهار ولكن يمكن أن يتفجر. ولن نقل بالتأجيل. وستكون هناك تحركات شعبية حتما في حال تم التأجيل”.
وعن اذا كانت ستتغير المعايير في الانتخابات النيابية خصوصاً مع حزب الكتائب، قال الجميل: “حتماً ستتغير… ولدي قناعة أن الناس ستحاسب، ليس من المعقول أن نصل إلى هنا ولا يحاسب أحد!، أتفهم أن القضاء مسيس ولا نستطيع محاسبة أحد في القضاء، ولكن الناس ستحاسب في صناديق الاقتراع. لذلك أرى أنه ستكون هناك محاسبة في الانتخابات النيابية والتي ستكون بداية للتغيير”.
وعن سبب رفض حزب الله والعهد وجود حكومة اختصاصيين، اجاب الجميل: “المشكلة أنني لا أفكر مثلهم كي أفهم كيف يفكرون، بإمكانهم أن يروا أن البلد يتساقط أمام أعينهم وهم يتمسكون بفكرهم كولد صغير يتمسك بلعبة، واللعبة “عم تهرر” بيد الولد! وهو ما زال متمسكا بها حتى تختفي اللعبة”
وعن عدم التحقيق كما يجب في انفجار المرفأ، رأى الجميل ان السبب هو “وجود العديد من المتورطين”. وقال: “لدي قناعة أن مرفأ بيروت متفلت. يوجد تهريب، ميليشيات، معابر غير شرعية، كما توجد عملية إخراج من المرفأ بطريقة غير شرعية. هناك معلومة تقول إن الكمية التي انفجرت هي أقل بكثير من الكمية المدونة، أي توجد كمية أخرجها أحدهم من المرفأ. من الذي أخرجها؟ إلى أين؟ هذه الأسئلة هي التي تمنع التحقيق”.