Site icon IMLebanon

واشنطن: تهديد ايران يُواجَه سياسيا

A view of the North Portico of the White House, Wednesday June 14, 2017 in Washington D.C. (Official White House Photo by Joyce N. Boghosian)

المرونة “المحدودة”، التي تبديها واشنطن مؤخرا في التعاطي مع ازمة لبنان السياسية – الحكومية، بحيث باتت لا تمانع حكومةَ بالتي هي احسن مهمتها وقف الانهيار القاتل الذي تشهده البلاد، وأصبحت تغضّ الطرف ولو “جزئيا” عن مطلب إبعاد حزب الله “نهائيا” عنها خصوصا وعن اللعبة السياسية عموما.. هذه الليونة لا تنسحب ابدا على موقفها من الحزب كمنظمة عسكرية، وكفصيل ايراني مسلّح يتهدد امن الكيان العبري من جهة، ويحول دون قيام دولة قوية مزدهرة اقتصاديا، صاحبة سيادة على اراضيها وحدودها، قادرة على ضبط مرافقها ومنع التهريب على انواعه، عبرها.

على هذا الصعيد،  برز امس موقف اميركي جديد من “حزب الله”، حيث ‏أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأميركي دانا سترول “اننا قلقون من نفوذ ‏ونشاط “حزب الله” في لبنان، والذي يعمل من أجل مصالحه الخاصة ‏ولا يكترث بمصالح الشعب اللبناني”، مشيرة إلى “أننا سنزوّد البحرية ‏اللبنانية دعماً عسكرياً للوقوف في وجه التحديات”.‏  ولفتت الى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “تريد الاستثمار في ‏الجيش اللبناني لمواجهة تحديات الإرهاب على الحدود، وفي مقدمها ‏‏”داعش”.‏

الضغط على حزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ليس دبلوماسيا او اقتصاديا فقط، على شكل عقوبات اميركية تُفرض عليه وعلى قياداته ومؤسساته وآخرها “القرض الحسن”، بل عسكريا ايضا، مصدرُه حلفاء واشنطن في المنطقة واولهم تل ابيب.

فأمس، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، تحذيره من أي هجوم قد يشنه حزب الله على تل أبيب، مهددا بقصف لبنان بشكل يفوق عشرة أضعاف القصف الذي وقع في غزة جراء الهجمات الصاروخية. وقال غانتس أمام عشرات الصحافيين الأجانب حين سئل عن حرب مستقبلية مع لبنان “ما رأيناه في غزة سيكون عشرة أضعافه في لبنان، ستكون حرب معقدة لأن حزب الله يخفي 100 ألف صاروخ، جزء منها دقيقة ولمسافة طويلة المدى، وكل هذا موجود بين سكان مدنيين”. وأضاف “إسرائيل جمعت منذ عام 2006 معلومات استخباراتية كبيرة، وسيكون لدينا عدد متنوع من الخطط والأهداف، وإن بدأنا العمل، دولة لبنان ستتحمل المسؤولية وحزب الله وقادته سيلحقهم ضرر كبير”.

بحسب المصادر، فإن هذا الموقف يندرج في سياق الحرب النفسية بين الكيان العبري وايران وفصائلها، الا ان من المستبعد ان تكون له اي ترجمة عملية على الارض “الا اذا”. فالاميركيون والمجتمع الدولي، أبدوا حرصا شديدا على اطفاء النيران التي اشتعلت في غزة في الاسابيع الماضية، كي لا تؤثر على مفاوضات فيينا او على مساعي ابرام تسوية شاملة لبؤر التوتر في المنطقة. من هنا، فإن البيت الابيض سيضغط للحؤول دون فتح اي جبهة جديدة في الفترة المقبلة، وهو الامر الذي يناسب ايضا طهران، غير الراغبة وغير القادرة على الدخول في اي “حروب جديدة” يمكن ان تعكّر مناخات فيينا او تزيد من حراجة وضعها الاقتصادي – المالي.

وعليه، تضيف المصادر، وبينما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس ، التأكيد أنه لن يتهاون بوجه التهديدات الإيرانية ولو كلفه ذلك الصداقة مع واشنطن، معتبرا أن إيران تختلف عن باقي الدول، ومنعها من حيازة سلاح نووي ليس خياراً، ومؤكدا أن تنفيذ عمليات ضد طهران يجب أن يستمر لإحباط مشروعها النووي”، افيد ان واشنطن استدعت وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، وسط مخاوف من مبادرة نتنياهو، إلى ضرب إيران، لمنع الإطاحة به من رئاسة الحكومة.

كل هذه المعطيات تؤكد ان المرحلة ليست للآلة العسكرية، بل القرار متخذ في “البيت الابيض”، بالضغط على ايران وأذرعها كلّها، وحزب الله ضمنا، بالاساليب السياسية والاقتصادية، ورهانُه هو على تحقيق هدف “تقليم اظافر طهران وتحويل فصائلها قوى سياسية “طبيعية” مجرّدة من السلاح”، عبر الدبلوماسية والتسوية السياسية…