Site icon IMLebanon

عون تعامل منذ اللحظة الأولى على قاعدة الإحراج للإخراج

كتب عمر البردان في “اللواء”: 

ماذا بعد سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي أطاح بها صراع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري حول الحصص الحكومية؟ وكيف يمكن بالتالي إنقاذ الوضع المأساوي الذي يرزح تحته اللبنانيون؟ وهل بالإمكان إنقاذ لبنان من الغرق الذي تحدث عنه تقرير صندوق النقد الدولي؟. أسئلة كثيرة تزاحمت بعد تهاوي المبادرات لإنقاذ عملية تأليف الحكومة التي وصلت إلى الحائط المسدود، وآخرها مبادرة الرئيس بري التي لم يجر استغلالها بالطريقة الصحيحة، «وهذا ما يتحمل مسؤوليته طرفا الأزمة»، على ما تقوله أوساط سياسية مراقبة، مشيرة لـ«اللواء»، إلى أن «تبادل الحملات والسجالات بين «المستقبل» و«العوني»، قضى على أي أمل بإمكانية حصول تقدم على صعيد ولادة الحكومة»، وسألت: «كيف يعقل أن يستقبل رئيس الجمهورية ميشال عون البطريرك بشارة الراعي الذي زاره أمس، سعياً من أجل ترطيب الأجواء، ببيان شديد اللهجة يحمل فيه على الرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه السياسي؟ فهل بهذه الطريقة يظهر الرئيس عون حرصه على تشكيل حكومة؟».

ولا تستبعد الأوساط أن يكون «الرئيسان عون والحريري لا يريدان حكومة في الوقت الراهن، حيث لكل منهما حساباته واعتباراته السياسية، فالرئيس عون وصهره جبران باسيل يعتقدان أنه من خلال لغة التصعيد التي يقومان بها ضد الحريري، أنهما يستفيدان مسيحياً، من خلال القول أن رئيس الحكومة السني يريد تركيع رئيس الجمهورية المسيحي، وكذلك الأمر فإن الرئيس الحريري يستفيد سنياً من خلال الاشتباك مع العهد الذي يتهمه بمحاولة السيطرة على صلاحيات رئاسة الحكومة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن جدية الرئيسين عون والحريري بالتوافق على تشكيل حكومة. وإلا لماذا لا يلتقيان من أجل تقريب المسافات، والتوافق على صيغة تحظى بقبول الأطراف؟».

وتوقعت الأوساط، «استمرار الاشتباك القائم بين الرئيسين عون والحريري في المرحلة المقبلة، ما سيؤخر ولادة الحكومة»، مشيرة إلى أن «رئيس الجمهورية يتحمل المسؤولية الأكبر في تعطيل التأليف، لأنه منذ اللحظة الأولى يعمل على قاعدة الإحراج للإخراج، وحتى قبل التكليف وصولاً إلى اليوم. وهذا بالتأكيد أمر لا يدعو إلى الارتياح مطلقاً، وحتى لو تألفت الحكومة، باعتبار أن الرئيس عون منذ الأساس لا يريد التعامل مع الرئيس الحريري الذي يبدو بوضوح أنه يواجه ظروفاً صعبة في عملية التأليف، لناحية الحصول على الدعم الخارجي، سيما السعودي الذي لا يبدو أنه متوافر لغاية الآن، مشددة على ان ظروف التأليف لم تحن بعد، دون استبعاد أن يبقى الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العهد».

وكشفت المعلومات التي توافرت لـ«اللواء»، أن زيارة البطريرك الراعي إلى الرئيس عون لم تحدث أي خرق في الجدار، بعدما فوجئ البطريرك ببيان الرئاسة الأولى الذي جاء قبل ما يقارب الساعة من وصوله إلى القصر الجمهوري، ما فسرته الأوساط على أنه «إطلاق نار من جانب الرئيس عون على جهود الوساطة البطريركية لحل الأزمة، ما يؤكد بأن العهد ليس مستعجلاً لتأليف الحكومة، وهذا الأمر في حال استمراره، لا يمكن تجاوزه إلا من خلال السير إلى حكومة انتخابات، لا تشكل إحراجاً لأحد، وكحل وسط لجميع الأطراف، باعتبار أن البلد دخل في العد التنازلي للانتخابات، وبما يحفظ كرامة الجميع، في ظل تعذر التفاهم بين الرئيسين عون والحريري».

واستبعدت الأوساط، «ما يحكى عن إمكانية حصول استقالات نيابية»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر يشكل خطاً أحمر عند «الثنائي»، وتحديداً عند «حزب الله» الذي يعتبر أن  الانتخابات مسألة استراتيجية تفوق الحكومة أهمية، لأنه قد يخسر الأكثرية، ولهذا لا يمكن أن يذهب إلى انتخابات مبكرة، فضلاً عن أن «التيار العوني» لا يمكن أن يسير على نقيض حليفه «حزب الله»، عدا عن أن النائب جبران باسيل يخشى أن يخسر الحيثية المسيحية التي على أساسها سيخوض الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يجعل حصول انتخابات نيابية مبكرة أمراً بالغ الصعوبة، باعتبار أنها ستكشف فريق العهد، وتعريه أمام الرأي العام المسيحي»، نافية «حصول أي تنسيق بين «العوني» وحزب «القوات اللبنانية» بشأن ما حكي عن استقالات نيابية».