كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
هي ممثّلة قديرة في كلّ شخصيّة تجسّدها. تطلّ نهلا داوود بدور “زينة” في مسلسل “راحوا” على الـ”MTV” لتسليط الضوء على معاناة بعض النّساء في المجتمع. “نداء الوطن” تواصلت مع داوود في حوار عفويّ وصادق.
تجسّدين دوراً يعكس معاناة شريحة كبيرة من النساء. ما الرسالة التي أردتِ إيصالها؟
يسلّط الدور الضوء على الأم التي بالرغم من ضعفها تتحوّل الى سيّدة قويّة وجبّارة لإنجاز مهامّ، ولو حتى مستحيلة، كي تحمي أولادها. فزينة ظنّت نفسها إمرأة عادية لكن اتّضح في نهاية المطاف أنها مستعدّة لمحاربة العالم لدعم فلذتي كبدها. يقول المثل: “الولد كيف بتربّيه والرجال كيف بتعودو” (ضاحكة)، لذا لم يرها زوجها في هذا الإطار العمليّ سابقاً ولم يكن معتاداً أن يراها تعمل لإثبات نفسها وتعزيز قدراتها وحتى نجاحها. وهذه المفاجأة أيقظت الغيرة النائمة الموجودة فيه. كما أنّ المرأة ليست “إجر كرسي” أو لوحة في زمننا الحالي، بل عليها تحقيق نفسها وطموحاتها وبالتالي الوقوف الى جانب زوجها وعائلتها. ولا يجب نسيان التاريخ الذي يزخر بنساء حفرن أسماءهنّ على صفحاته.
هل الدراما كافية لإيصال وجع النساء؟
غالباً ما تسلّط الدراما الضوء على مواضيع مجتمعيّة قد نشعر بأنها منسيّة. فالأعمال الدراميّة لا تحلّ العقد والمشاكل بل تحرّك المياه الراكدة لعدم نسيان المشاكل الحساسة في مجتمعنا. لكن، آمل “إنو يطلع بإيدنا” تقديم الحلول لبعض القضايا الشائكة التي تحول دون عيش الناس في سلام وطمأنينة.
تقدمين دوراً جريئاً بعيداً عن “الوقاحة” أو خدش الحياء؟
قدّمتُ دور “رندا” في “بردانة أنا” وكان جريئاً، إذ تناول موضوع إمرأة في مقتبل العمر تقع بحبّ شاب من جيل أولادها. سلّطت الكاتبة كلوديا مرشيليان آنذاك الضّوء على هذه المشكلة وتناولت الصّراع الذي تعيشه المرأة بين اختيار عائلتها أو الإنصياع لرغباتها. كان الدور جريئاً لكنني لم أوصله الى حدّ الوقاحة. مع الاشارة، الى أنّ نساء كثيرات يقعن ضحيّة هذه النزوة بحثاً عن عاطفة وحنان فقدنها في منزلهنّ وبين أحبّتهنّ.
ما الدور الذي تطمحين بتجسيده؟
يطمح كل ممثل الى تقديم شخصيّات جديدة وبارزة ذات أبعاد مختلفة. لكنّ التحدّي يكمن بتقديمه الشخصّية عينها في عملين دراميّين مختلفين. إذ قدّمتُ في مسلسل “طريق” مع المخرجة رشا شربتجي شخصيّة امرأة تعمل في مركز للتجميل، أما الآن فأجسّد الشخصيّة عينها في مسلسل جديد مع المخرج جو بو عيد، لكنّ التحدي يكمن بإظهار الدور بـ”كاراكتير” مختلف.
كيف تحضّرين لشخصيّاتك الدراميّة؟
يخزّن الممثل بدايةً الشخصيات المختلفة التي يصادفها بحياته في اللاوعي لديه، فتنضج من خلال وجهات النظر والأفكار المُتبادلة بين الممثل والكاتب والمخرج. أحياناً كثيرة أشعر أنّني بعيدة كلّ البُعد عن الشخصيّة التي أقدّمها، لكنني أغوص في تفاصيلها وأحاول تقريبها منّي قدر المستطاع كي يتمكّن الجمهور من تصديقها. وقد نستشير كممثلين أطبّاء نفسيين أحياناً كي نقدّم أدوارنا بكلّ صدقيّة، لكن يبقى الموضوع مرتبطاً بالكاتب الذي يكون قد أجرى ابحاثه ووضعها بين يدي الممثل.
تقييمك للدراما المحليّة؟
قلتها منذ بداياتي وسأقولها دوماً: “واقع الدراما بيجنّن”! كنّا نحتاج الى شركات إنتاج والآن وجدناها. وها هي اليوم تدعم الدراما، فضلاً عن المنصّات الإلكترونية التي تعزّز من انتشارها. نحن نمتلك عناصر دراميّة رائعة من كتّاب ومخرجين وممثّلين وباتت القاعدة واسعة لتسويق أعمالنا من فضائيّات وشاشات ومنصّات. وهذا الإنتاج الغزير يطوّر خبراتنا لتبرز أكثر فأكثر.
هل أسهمت هذه المنصّات أو حتى الدراما العربية المشتركة بإطلاق الممثل اللبناني عربيّاً؟
وكذلك فعلت مع الممثلين السوريين والمصريين. فالممثل اللبناني والسوري والعربي بات موجوداً على الفضائيات ومعروفاً بفضلها، خصوصاً أنّ السوري كان مشهوراً بسوريا فقط، واللبناني كذلك.
ما هو جديدك؟
أحضّر لمسلسل “صالون زهرة” الذي سيُعرَض على منصّة “شاهد” وهو من كتابة ندين جابر، إخراج جو بو عيد وإنتاج شركة الصبّاح إخوان. والعمل من بطولة نادين نسيب نجيم، معتصم النهار وممثّلين بارزين.
أتفكّرين بالهجرة؟
قد نسافر للتصوير بحكم عملنا، لكنني سأبقى في وطني “حتى هنّي يهجرونا”. باتت الراية اليوم في يد الشباب. أنا مُحبطة جداً ولا سيما أنّ الكثير من المصائب أصابت حياتنا اليومية في ظلّ جائحة “كورونا”. آمل أن يمضي أولادنا أيّاماً أفضل من التي عشناها.
كيف يمكن أن يبني هذا الجيل لبنان الجديد؟
ينتظره الكثير من العمل، فلبنان قد تشوّه وستبقى آثار هذا التشوّه موجودة من جيل الى آخر. أحزن لدى تناولي هذا الموضوع، فنحن شعب متفائل لكنّهم دمّروا الأمل فينا، حتى أنّ طائر الفينيق لم يعد يستطيع النهوض من رماده بعد موته المتكرّر! يجب أن نبحث عن النور من خلال عزيمة الأجيال الجديدة وإطلاعهم على تاريخنا للإتّعاظ منه وبناء المستقبل.
هل ستغيّر الإنتخابات المقبلة الوضع الحالي؟
آمل أن يكون الطقم السياسي المقبل فعّالاً ومحبّاً لوطنه وأن يتمتع بالانسانية. وكم أنّ تعبير “طقم سياسي” قبيح… وكأننا نتحدّث عن “طقم” صحون وسكاكين! أنا أمّ لابنتين، إحداهما هاجرت من لبنان بحثاً عن عمل في الخارج والأخرى ما زالت هنا غير مدركة ما هي وجهتها. بات الموضوع صعباً جداً، و”يا خوفي” من أن يبيعوا الوطن أو أن يكونوا قد أنهوا الصّفقة!