لفت نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج إلى أن “التفاعل مع لبنان قديم ولطالما كان إيجابيا ومبنيا على الصراحة والقول الواضح”. وقال:”أن ما يمكن استخلاصه من الإنجاز الذي قامت به وزارة الصحة العامة هو أن ثمة إمكانية لتجاوز الصعوبات عندما يكون هناك أشخاص وإدارة سياسية وضغط من المجتمع المدني. فهذا هو الدرس في هذا الوقت الصعب”.
وأضاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة في كومة تصريف الأعمال حمد حسن: “إن البنك الدولي وضع صدقيته وصدقية مجلس إدارته على المحك عندما دخل في مشروع التعاون المنوذجي مع وزارة الصحة العامة، فهو أقدم على المخاطرة بما يخص لبنان في وقت صعب وسط المشاكل والتجاذبات الموجودة. فالموضوع كان موضوع حياة أو موت وكان يجب الدخول فيه بجدية، والحمد الله ورغم المشاكل التي حصلت نرى أن هذا المشروع ماض في الطريق الصحيح، وعلى كل الأفرقاء السياسيين والمجتمع اللبناني أن يستنتج منه الخلاصات”.
وتابع: “كل المقيمين على الأراضي اللبنانية استفادوا من خطة اللقاح وقد برهن اللبناني على رحابة صدر وانفتاح. فعندما دخل أكثر من مليون مهاجر من سوريا إلى لبنان، فتحت لهم الأبواب والقلوب وتم استيعابهم، والمجتمع الدولي يعترف للبنان بهذا الجميل”. وقال بلحاج: إن البنك الدولي كان دائما موجودا إلى جانب لبنان في كل مرة يشهد البلد صدمات أو أزمات سواء على المستوى النقدي أم الإجتماعي أم الأمني حيث كان في مقدمة المساعدين للبنان إثر انفجار المرفأ ولا يزال البنك على أتم الإستعداد للدخول في أي مشروع لإعادة الإعمار”.
وأكد أنه “موجود دائما إلى جانب الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية والمواطن اللبناني الذي يستحق كل دعم، وهو هدفنا”.
وختم شاكرا لوزارة الصحة العامة ما وصفه بـ”الإنجاز المهم”، والذي شجع البنك الدولي على افتتاح مشاريع أخرى في بلدان أخرى لأن المخاطرة التي أخذناها قد نجحت. وخاطب الوزير حسن مؤكدا “أن البنك موجود لتقديم أي دعم مطلوب”، متمنيا دوام التوفيق.
بدوره، شكر ممثل لبنان في مجلس إدارة البنك الدولي ميرزا حسن السيد ساروج كومار وفريق عمله على وضع أول برنامج تلقيحي يوافق عليه البنك الدولي وهو البرنامج الخاص بلبنان، وقال: “إن ذلك يدل على أن أصدقاء لبنان كثيرون في العالم ومهتمون بالشأن اللبناني واستمرارية وديمومة الوضع في لبنان إذ لا يمكن خسارة دولة مثل لبنان بقوته ومكانته”.
ولفت إلى أهمية دور الإعلام، مشيرا إلى “أن الإعلاميين يلعبون دورا مهما في الحفاظ على حياة الإنسان سواء من خلال التحفيز على الإلتزام بالإرشادات الصحية أو من خلال التشجيع على الحصول على اللقاح”، وأكد “أن حملة اللقاح وشموليتها أمر جميل يحصل في لبنان ويمكن أن ينعكس على قطاعات أخرى إقتصادية واجتماعية، ومما لا شك فيه أن اللبنانيين قادرون على القيام بالكثير لتحسين هذه القطاعات، وهذا أمر ممكن بوجود الإرادة السياسية”.
وأوضح أن البنك الدولي ركز على خطة اللقاح لأن حياة الإنسان هي أولوية والحفاظ على المنظومة الصحية أمر أساسي عندما تكون الحياة مهددة بالخطر”. وقال:” إن البنك خصص واحدا وعشرين مليارا، واستفاد حوالى أربعين دولة وقد تم صرف حوالى ثمانية مليارات في تزويد دول عدة باللقاحات”.
ولفت إلى “أهمية تلقيح الجميع من مواطنين ومقيمين”، وختم مهنئا الوزير حسن “ببرنامج اللقاح الذي يستحق الشكر عليه”، مكررا أنه “كان المشروع الأول من نوعه وقد حقق النجاح”.