كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
بدا الثنائي الشيعي بالتحضير للهجوم المعاكس اذا استقال التيار والمستقبل والقوات من المجلس النيابي… يقول قيادي بارز في الثنائي «لا يعقل ان نقف متفرجين على حل المجلس وضرب الموقع الشيعي تحت اي ذريعة»… ويكشف «للمرة الاولى ، يجري الثنائي اتصالات ولقاءات مكثفة لمقاربة سيناريو الاستقالات الجماعية وما يترتب عليه من حل للمجلس النيابي وفراغ في السلطة التشريعية وازمة سياسية خطيرة في البلد»، مشيرا الى ان الثنائي “ارسل رسائل في اكثر من اتجاه مفادها ان اي خطوة من هذا النوع سوف يكون ثمنها الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي شامل”.
ونصح القيادي من اسماهم بالمتهورين بعدم المساس بالسلطة التشريعية ومحاولة احراج رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن خلفه حزب الله، لانه حينها ستسقط كل المحرمات السياسية ومن المستحيل ان نقبل بالفراغ التشريعي تحت حجة الانتخابات النيابية المبكرة.
طبعا، هذا لا يعني اننا نمانع اجراء هذه الانتخابات ولكن فلنتفق مسبقا على القانون الانتخابي وكل التفاصيل المتعلقة بالانتخابات وحينها لكل حادث حديث.
بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير، تأمل الجميع خيرا بامكانية تشكيل الحكومة، حينها لم ينتبه رئيس التيار الحر جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري ان تكليف السيد العلني لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالقيام بمبادرة حكومية هو تحذير للمعرقلين بان المماطلة لم تعد مسموحة وهي فرصة اخيرة قبل اتخاذ الامور منحى اخر.
وعلى هذا الاساس وضع دولة الرئيس ثقله لحل الازمة الحكومية بمعاونة مباشرة من السيد عبر معاونه السياسي الحاج حسين الخليل، ولكن عرقل الحريري وباسيل المبادرة عن سابق تصور وتصميم… يمكن القول نقلا عن الثنائي بعد التجربة الاخيرة بان «لا قرارا داخليا ولا خارجيا بتشكيل الحكومة» ، وللمفارقة فان البطريرك الماروني بطرس الراعي انسحب من المبادرة وما اتفق عليه مسبقا مع الثنائي بعدما اعلن رفضه ان يكون عراب الوزيرين المسيحيين كحل وسط بين عون والحريري.
يكتفي قيادي الصف الاول بالقول، ان من يسمع البيانات المتبادلة بين بعبدا وبيت الوسط يتأكد بانه من المستحيل ان تتشكل حكومة برئاسة الحريري في عهد عون… الثنائي وتحديدا حزب الله مستاء من الحريري وباسيل ويحمل مسؤولية التعطيل المباشرة للرجلين اللذين لم يوفرا فرصة لاجهاض مبادرته مع الرئيس بري.
الان تغير المنحى، من المنتظر ان يعلن رسميا فشل المبادرة الا اذا حصلت اعجوبة، طبعا الاعجوبة لن تكون بحكومة اقطاب كالتي طرحها الراعي من باب جس النبض فالجميع يعلم والكلام للقيادي بان الاختلاف ليس على شكل الحكومة او عدد وزرائها ومرجعياتهم انما على تامين توافق بين باسيل والحريري ما زال متعذرا حتى اللحظة، ناهيك عن ان حكومة الاقطاب هي حكومة سياسية بامتياز وهناك رفض دولي مسبق لاي حكومة من هذا النوع.
وعليه يصبح هناك خيار واحد لانقاذ البلد، او ما يمكن ان نسميه مبادرة اخيرة تتمثل بان يقتنع الحريري بتعيين بديل عنه من نادي الرؤساء السابقين او من خارجه لتشكيل حكومة تحضر للانتخابات النيابية وتشرف عليها على ان يعاد تكليفه مجددا بعد اجراء الانتخابات وانتهاء عهد عون، وفي هذا السياق يجري التداول باسمين من نادي الرؤساء واسم من خارجه من الشخصيات السنية المعتدلة.
وتحفظ القيادي عن التاكيد اذا تمت مفاتحة الحريري بهذا الخيار، ملمحا الى ان الاخير ما زال متمسكا بالتكليف وهو اكد لمقربين منه انه لو استقال لن يقبل بتحمل مسؤولية تكليف بديل عنه.