أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، خلال تكريمه من قبل “منتدى بعلبك الإعلامي” عن المراحل التي اتبعها منذ توليه الوزارة، قائلا: “رسمت المشهد في البداية، ذهبت يمينا وشمالا وشرقا وغربا حتى أقف على ما هي عليه الأمور، وحتى أكون واقعيا مع نفسي متصالحا مع طموحاتي وتمنياتي، لكي أصف المشهد كما هو عندما أعتلي المنبر. رأيت للأسف تراكما من الإهمال والحرمان والتقصير والفساد المطبق، بدأت ممارسة مسؤولياتي وواجباتي في الوزارة من الطابق الأرضي إلى الأول والثاني فالثالث، لم أعمل وزيرا بالمفهوم الذي كان سائدا بأن الوزارة هي للفخفخة وللتعالي على الناس، ولنسج شبكة علاقات ومحسوبيات وحسابات مادية صغيرة وتصغر أمام ما يحتاجه المواطن والوطن من دعم ومؤازرة، نظرت إلى المستشفيات الحكومية فوجدتها يندى لها الجبين، والحمد لله أنني شخصت باكرا العجز الفاضح في التجهيز والأداء لبعض المستشفيات قبل جائحة كورونا، وبعد شهر من تولي مهام وزارة الصحة العامة أصبح لدي تصميم مبدئي وأساسي للمستشفيات الحكومية وكيف يجب أن أتحرك، وبخاصة أن هذا الفيروس الخطير أرعب كل الناس”.
وأضاف: “ما فعلناه في وزارة الصحة العامة هو تكليفنا، وهو نفس ذاك المسار الذي بدأته معكم في بلدية بعلبك، وصلت إلى الوزارة بتحديات كبيرة وإمكانات ضعيفة، ولكن وصلت مشحونا بهذا الزخم الإيجابي الذي زودتموني به لأصل وأوصل فكركم ونهجكم وصدقكم ومحبتكم وتضحياتكم وطموحكم لمستوى ممارسة المسؤولية، ولمستوى الأخذ بهذه المسؤولية بصدق الإيمان، حتى فعلا نستطيع أن نحمي سويا هذا الوطن وصحة المواطنين”.
ولفت حسن إلى أن “القطاع الصحي في البداية كان مترددا، فجعلت نصب عيني القرار الجريء في مواجهة التردد والتخلف عن أداء المسؤولية في المستشفيات الحكومية حتى اذا احتجت في مرحلة متقدمة، يكون لدي تكتيك آخر مع القطاع الصحي الخاص، فلا أستطيع أن أقول للمستشفى الخاص اشتغل في الوقت الذي تتقاعس فيه مستشفياتنا الحكومية. شددنا الهمة وعقدنا العزم، واستعملنا كل ما أتيح لنا من قوة ومعطيات، ولو كانت محدودة، ولكن بشفافية مطلقة بدأنا في خوض غمار المعركة التي كانت في البداية غير متكافئة، ولكن استفدنا من الدروس التي تعلمناها في الحياة العملية ومن المواقع في خدمة الشأن العام، أنه عندما تكون الإرادة والعزيمة والنية سليمة، بالتأكيد سيكون من ربنا التوفيق ومن عباده التأييد والدعاء، وهذا ما ألمسه أينما أذهب اسمع عبارة الله يطول بعمرك، نيالكم أنتم أهل بعلبك. أنا صورتكم، أنا أخوكم، أنا منبركم، أنا أجسد إن شاء الله كل تطلعاتكم، وأطمح بأن أكمل في هذه المسيرة”.
وتابع: “بدأنا مع الوباء، ومع التضحية، وفي البداية للأسف كان هناك، في أكثر من وسيلة إعلامية، إجحاف واتهام وتسويق دعايات وتشكيك بالقدرة، ولكن الذي يريد الوصول إلى الهدف عليه أن يعمل ويتعب ويضحي، وأن يضع نصب عينيه أن المسؤولية التي يتولاها لا خيار لديه إلا أن تنجح. وعندما تعرف أن صحة المواطن هدف وغاية يجب أن تتبع كل الوسائل وتنشط كل الهمم والكوادر، عندها بالتأكيد مصيرك أن تصل بهذا المجتمع والوطن إلى بر الأمان. نعم ما تقدم نموذجي في هذا الزمن في ظل الأوضاع المأساوية التي يمر بها لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والمعيشي والمالي والحياتي، واللامبالاة والتخلي، وفي ظل هذه المعاناة التي يعيشها للأسف جمهورنا، نعم تميزت وزارة الصحة العامة، وكنت دائما بالوعي واللاوعي أفكر أنني أنا ابن هذه الأرض، أنا ابن بعلبك، وإن هذه الفرصة المتاحة لكي أكون على قدر آمال أهلي وأخوتي أبناء منطقة بعلبك”.
وختم حسن: “اليوم شرف لي بأن أكرم من هذه النخبة من الرجال، من الفكر، من الإعلام، من الرسالة، من القلم، من منبر منتدى بعلبك الإعلامي الذي كل واحد منكم فيه هامة وقيمة مضافة للاعلام وللرسالة التي يجب أن يتحلى بها الإعلام، لأننا معكم عرفنا قيمة الإعلام الصادق، الإعلام المقاوم لكل ما نعاني منه في مجتمعاتنا، المقاوم لكل الأفكار الرديئة، ولكل الصور السوداوية، لكل ما يسوق ظلما وجورا عن هذه المدينة وأهلها، انا مرآتكم، وأنتم مرآتي، أنتم نفسي، بارككم الله”.
ختاما قدم كل من منتدى بعلبك الإعلامي ومدير قصر بعلبك مسلم الحلاني للحسن دروعا تكريمية تقديرا لجهوده.