جاء في “السياسة”:
يثير تصلُّب رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي في ما يتعلق بعملية تأليف الحكومة الجديدة، بعد ما يقارب التسعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري، الكثير من الأسئلة عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، رغم ما أبداه الحريري من ليونة من أجل الإسراع في عملية التأليف، لإخراج لبنان من هذا المأزق.
ولا يخفي مراقبون لأداء عون في ما يتصل بتأليف الحكومة، كما تنقل “السياسة”، القول عنهم، إن “سياسة الرئيس وطريقة تعامله مع الحريري، تبدو وكأنها انتقام واضح من اتفاق الطائف الذي كان العماد عون أول الرافضين له عند إقراره قبل ثلاثين عاماً، واستمر على هذا الموقف حتى انتخابه”.
وهذا ما يطرح تساؤلات عما إذا كان عون لا يريد الالتزام بنصوص “الطائف” الواضحة لجهة عملية التشكيل، في ظل إصراره على مشاركة الرئيس المكلف في التأليف، والتمسك بالحصول على الثلث المعطل، وهو ما لم ينص عليه الدستور”.
واضاف المراقبون، أنه “ورغم ما يبديه العهد من استعداد لتسهيل التأليف، إلا أن محاولات الالتفاف على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، تبدو مناقضة لما يقوله “التيار الوطني الحر” والذين يقفون خلفه، بعدما قالها النائب جبران باسيل صريحة أنه يرفض صيغة الـ24، الأمر الذي يؤكد أن هذا الفريق لا يسهل الولادة الحكومية، إلا إذا كانت تصب في مصلحته، وتفسح في المجال أمام رئيس “العوني” للإمساك بقرارها، قبل وبعد انتهاء ولاية الرئيس عون، باعتبار أن المعركة القائمة لا تمت إلى تشكيل الحكومة بصلة، وإنما تتصل مباشرة باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث الصراع على أشده منذ الآن، بين النائب باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية”.