كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
يخوض الإعلامي رالف ضومط أخيراً تحدّياً جديداً عبر تقديمه نشرات الأخبار المسائية عبر الـ”MTV”. “نداء الوطن حاورت ضومط للوقوف عند رأيه بالإعلام بشكل عام وكيفيّة تغطيته للأزمات المتلاحقة في لبنان.
أتعتبر تقديمك للنشرة المسائية حصاد سنوات من العمل والتّعب وهل أصبحت المسؤولية أكبر؟
بالطبع، فالنشرة المسائية هي الأساس. إذ تبدأ الدورة الإخبارية في التلفزيون عند نشرة الثامنة من كلّ يوم. علماً أنّ ضغط الأخبار يكون قبل الظهر مع انعقاد الإجتماعات واللّقاءات السياسية، لكنّ أخبار المساء لها وهجها المختلف. بتُّ اليوم في الموقع الذي لطالما طمحتُ بتبوّئه منذ بدأت مسيرتي في التلفزيون. وبالاضافة الى جهدي المستمر، ثلاثة عوامل ساعدتني على تحقيق هدفي: التحضير، الفرصة من المحطة وثقة الـ”MTV” بي.
كيف تقيّم وضع الإعلام اللبناني؟
يواجه الإعلام تحدّيات عدّة خصوصاً أنّ البلاد تمرّ بأزمة سياسية صعبة انعكست على القطاعات كافة. لكن إن تناولنا الموضوع من وجهة نظر إخباريّة، نلحظ أنّ التعددية موجودة وفعالة من خلال مؤسسات كفوءة، تدرك كيفيّة التعامل مع الخبر وتمتلك الخبرة الكافية. لكن قد يمرّ علاج الخبر بـ”زحطة” أو “سقطة”، خصوصاً أنّ الإعلام يشبه المجتمع الموجود فيه، ونحن نعيش في جوّ متعدّد الآراء والطوائف والخطوط السياسية.
ماذا عنك هل “زحطتَ”يوماً؟كلا، الحمدلله. أحاول التنبّه للرأي والرأي الآخر وأربط الأمور بمصادرها لايصال الأفكار والأقوال بكلّ دقّة.
الى أي مدى تتحكّم السياسة بالإعلام اللبناني؟
نحن نتعاطى الشؤون السياسية في غرفة الأخبار، خصوصاً أنّ مواضيع الساعة سياسية بامتياز. لذا على كلّ صحافي أن يتعاطى مع المستجدّات بشفافيّة وموضوعيّة، ناهيك عن أنّ منسوب الوعي السياسي ارتفع عند الناس بفضل وسائل التواصل الإجتماعي وباستطاعة الجمهور اليوم التمييز بين المادة الإعلامية الناتجة عن تدخّل سياسي والمادة الموضوعيّة والشفافة.
هل احتلّت وسائل التواصل الإجتماعي مكان الصحافة والإعلام؟
تفعّل وجود “السوشيل ميديا” في لبنان خصوصاً مع بدء ثورة “17 تشرين” والأزمات الإقتصادية والصحّية المتلاحقة، ما أدى الى تكثيف للمعلومات على المنصّات من دون التأكّد من مصدرها أو صدقيّتها. لذلك، على الصحافي أن يمتلك ثقافة عالية. كما أنّ الناس تتابع النشرات الإخبارية التلفزيونيّة لصدقيتها ودقّتها فيتأكّدون عبرها من صحّة المعلومات التي تردهم يومياً على “واتساب” أو “تويتر”.
هل تغادر الـ”MTV” إن تلقيت عرضاً؟
تلقّيتُ بالفعل عرضي عمل للسفر الى الخارج ورفضتهما. سأبقى في لبنان كي أستفيد من الفرصة الجديدة التي سنحت لي. كما أتمنّى أن تسعى السلطة الى اعادة بناء الوطن بعيداً عن المصالح الشخصية.
نصيحة للقرّاء؟
بدايةً أودّ تهنئتهم على استمرارهم في متابعة الصّحف المكتوبة في ظلّ اندثار المواد الإعلامية الورقيّة. وأدعوهم الى خوض تحدّي البقاء في لبنان وتحمّل التداعيات التي لا شأن لنا بها بل هي نتاج خيارات خاطئة للسلطة المتحكّمة بنا.