بدأ العد العكسي للقاء المرتقب بين البابا فرنسيس والقيادات الروحية المسيحية الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية في الفاتيكان في الاول من تموز المقبل، لقاء أراده البابا فسحة صلاة وتأمل ومشاركة وتشاور في شأن الوضع المتأزم الذي وصل اليه لبنان عموماً والمسيحيون خصوصاً، ومحاولة لتسليط الضوء على الأزمة اللبنانية.
تحضيراً للزيارة، رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجتماعا للبطاركة في بكركي لإعداد ورقة عمل ترفع إلى قداسة البابا. وأفادت المعلومات بان دوائر الفاتيكان طلبت من كل من يرغب إعداد ورقة يحدد فيها أسباب وأبعاد الأزمة والاقتراحات وتحدد بوضوح الثوابت والمسلمات حتى يتمكن الفاتيكان من التحرك باتجاه المجتمع الدولي، على أن تحظى هذه الورقة بإجماع.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان هذا اللقاء الذي حمّله البعض، عند الإعلان عنه، تحليلات وفرضيات كثيرة، حيث حاول اعتباره لقاء “حزبيا سياسيا” وآخرون بأنه مسيحي ضد المسلمين او أنه “سينودس” وغيرها من التحليلات التي لا تمت الى الواقع بصلة، لا يحمل في طياته نيات غير معلنة، فهو ينقسم الى جزءين تحت عنوان “تفكير وصلاة”. القسم الاول له علاقة بالمشاركين المدعوين اي رؤساء الكنائس حيث ستكون لكل منهم مداخلة، عبارة عن لقاء حواري حول المسائل المطروحة، بحضور البابا الذي سيستمع الى كل الاراء والمقاربات التي تخص لبنان والمسيحيين. والقسم الثاني، سيجتمع المشاركون مع البابا في بازيليك القديس بطرس للصلاة. ومن غير الواضح حتى الساعة إذا كان سيصدر بيان ختامي، لأن برنامج اللقاء ما زال قيد الاعداد. وأكد كل من وُجّهت لهم الدعوة مشاركتهم.
وأوضحت المصادر ان لا مواضيع محددة سلفا، لكل مشارك الحق في ان يبادر ويقول ما لديه، ويمكن التطرق الى المواضيع كافة المطروحة في لبنان كالحياد والمؤتمر الدولي التي طرحها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لكنه ليس المكان للدخول في تفاصيل مواضيع معينة لأنه ليس لقاء عمل لتتم مناقشة او تبنّي طرح معين، هذا اللقاء لم يتمّ التحضير له لهذه الغاية، لكن هذا لا يلغي اي طرح موجود. وليس مخصصا ليكون مكانا لاطلاق او تبني فكرة معينة، ولا لتغييب اي فكرة، فكل شخص حر بأفكاره.
وأكدت المصادر ان الفاتيكان يركز اهتمامه على الجانب الانساني والاجتماعي والتربوي والاقتصادي والمالي والمعيشي للبنانيين بكل طوائفهم، لأن الانهيار الحاصل في البلد يطال كل الناس من دون تمييز وسبق للبابا شخصياً وتحدّث عن الموضوع وقدّم ومازال يقدم المساعدات، بدون ضجيج او اعلام”.
وفي السياق، قال السفير اللبناني في الفاتيكان فريد الخازن في حديث لـ”المركزية”، “ان اللقاء سيعطي فرصة لكل المشاركين كي يدلي كل منهم بدلوه. والفاتيكان سيأخذ كل هذه الافكار في الاعتبار، وهدفه دعم كل اللبنانيين ويصبّ في مصلحة كل الاطراف والطوائف والمذاهب من دون تمييز. إنما في المقابل، ليس الفاتيكان في وارد الحلول محل المسؤولين في لبنان ولا أن يدخل في تجاذبات وليس طرفاً فيها لكن عندما تكون في لبنان ارادة للإصلاح والسير نحو الامام او اتخاذ الخطوات والاجراءات المطلوبة للتغيير، فهذا يسهل عمل كل الاطراف المعنية في المجتمع الدولي أكان الفاتيكان او غيره”.
ولفت الخازن الى “ان هذا اللقاء مبادرة من قداسة البابا شخصياً وبحضوره، وهذا ما سيعطي الوضع اللبناني زخماً أكثر ويسلط الضوء على الاوضاع الصعبة في لبنان وسيحظى بالاهتمام الدولي لأن اللقاء ستكون له تغطية واهتمام اعلامي عالمي”.